وأكد هذان المحللان أن زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لن تلغى، وستتم في موعدها المحدد، أو ستؤجل أيامًا؛ جراء الضغوط الدولية المستمرة على أنقرة الرامية إلى إلغائها. وأعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، بداية الأسبوع الماضي، أنه سيزور قطاع غزة أواخر آيار (مايو)، بعد عودته من زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة الأمريكية منتصف الشهر المقبل. وكان وزير الخارجية
الأميركي جون كيري أعلن بعد لقائه أردوغان أنه اقترح عليه تأخير موعد زيارته، التي يريد القيام بها إلى قطاع غزة نهاية الشهر المقبل. مواقف إيجابية وقال الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب: "إن تركيا باتت مهيأة أكثر من أي وقت مضى لاستئناف العملية التفاوضية بين الاحتلال الإسرائيلي وسلطة رام الله، وتحقيق المصالحة بين حركتي "فتح" وحماس". ورأى حبيب في حديث ل"فلسطين" أن تركيا ستحمل ملف المصالحة الفلسطينية خلال المدة القادمة؛ لانشغال جمهورية مصر العربية بقضاياها الداخلية، وعدم قدرتها على إلزام الحركتين بالتوافقات التي تمت مؤخرًا. وأشار إلى أن زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى غزة ستنعش عملية المصالحة الفلسطينية في حال تمكن من إقناع الطرفين بضرورة إنجازها، لافتًا إلى أن زيارة رئيس السلطة محمود عباس إلى أنقرة أتت لأهمية الدور التركي في المنطقة، ومواقفه الإيجابية من القضية الفلسطينية والمصالحة والتفاوض مع الاحتلال. ورأى حبيب أن زيارة أردوغان ستتم في موعدها المحدد الذي أعلن أنه في أواخر أيار (مايو)، مضيفًا: "إن رئيس الوزراء التركي راغب بشدة في إتمام الزيارة بموعدها المحدد، خاصة أنها تتزامن مع ذكرى الهجوم على أسطول الحرية". وأشار الكاتب والمحلل السياسي إلى أن أردوغان سينظر في النصائح التي قُدمت إليه بشأن تأجيل الزيارة إلى غزة، سواء التي قدمها له وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أم رئيس السلطة الفلسطينية. المصالحة الوطنية بدوره، قال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الإسلامية وليد المدلل: "إن تركيا باتت تلعب أدوارًا إقليمية ملحوظة، خاصة على صعيد العلاقات الفلسطينية - الفلسطينية". وأضاف المدلل ل"فلسطين": "من الممكن تأجيل زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى وقت لاحق، في حال استمرت الضغوط الدولية الرامية إلى إلغاء زيارته لغزة"، مشيرًا إلى أنه لن تلغى الزيارة؛ لأن ذلك سيحرجها. وتوقع أستاذ العلوم السياسية أن تتمكن أنقرة من إنجاز ملف المصالحة الوطنية، وذلك لاستعداد حركة "حماس" إلى إنجازها، مؤكدًا أن المصالحة ضرورة وطنية لرد الاعتبار إلى القضية الفلسطينية. وشدد المدلل على ضرورة تحقيق المصالحة، وإنهاء الانقسام السياسي الذي يدفع الاحتلال الإسرائيلي للتفرد بالفلسطينيين وتنفيذ مخططاته، مضيفًا: "إن الانقسام ضار، ويؤثر بشكل مباشر على القضية الفلسطينية". وأكمل: "إن المصالحة خيار شعبي لا حزبي، وكل من يساهم في إطالة عمر الانقسام سيُجرّم؛ لأن القضية الفلسطينية لم تعد تحتمل بقاءها معلقة في أيدي القادة الذين لا يقدرون مدى تأثيرها وأضرارها". وأشار إلى أن العديد من الوفود العربية والدولية التي زارت غزة ساهمت في كسر الحصار الإسرائيلي عنها، لافتًا إلى أن مواقف تركيا الرسمية والشعبية تؤكد مساندتها المستمرة لغزة، وخاصة مطالبات أهالي ضحايا أسطول الحرية برفع الحصار عن القطاع.
0 تعليقات
أهلا وسهلا ومرحبا بك في موقع تغطية مباشر : ضع ردا يعبر عن اناقة أخلاقك ، سنرد على اي استفسار نراه يحتاج الى اجابة ، ادعمنا برأيك وضع تعليقا للتشجيع ..