الحوار الكامل مقابلة الرئيس السوري بشار الأسد مع قناة المنار 30-05-2013 - YouTube
نص المقابلة الخاصة مع الرئيس السوري بشار الأسد في قصر الشعب مع الإعلامية بتول أيوب:
سؤال 1: نحن الآن في قلب قصر الشعب، بعد عامين ونصف على الأزمة السورية ، كان الرهان أن النظام خلال اسابيع ستيم الإنقلاب عليه ، كيف أفشلت مخططات الخصوم والأعداء، ما هو سرّ الصمود؟
جواب: هناك الجانب السوري الذي أفشل المخطط ، وهناك جانب متعلق بالمخططين وهم أفشلوا أنفسهم، أفشلوا أنفسهم اولا بعدم معرفة الوضع في سوريا ، وعدم قراءة الوضع في سوريا بشكل دقيق، فانطلقوا في البداية من خلال عناوين الثورة ، الثورة بحاجة إلى عوامل موضوعية ، لا يمكن أن تاتي بثورة بأموال، فلم يتمكنوا من تحقيق هذه الظروف التي تهيأ لثورة حقيقية، انتقلوا لطرح المفاهيم والعناوين الطائفية بهدف خلق شرخ في المجتمع السوري، تمكّنوا من الدخول إلى بعض الزوايا الموجودة في المجتمع السوري وهي موجودة في أي مجتمع، زوايا من الجهل وضعف الوعي ، ولكن في المحصلة لم يتمكنوا من خلق هذا الشرخ بشكل حقيقي، ولو وجُد هذا الشرخ لتقسّمت سو
ريا منذ البدايات.
استخدموا عنوانا اخر وقعوا فيه، في فخهم وهو ان ما يحصل هو صراع من أجل الكرسي. الحقيقة كان واضحاً أن القضية ليست قضية كرسي ، وأن المعركة هي معركة وطن وليس معركة كرسي. لا أحد يقاتل ويستشهد من أجل كرسي لأي شخص.
سؤال 2: بمعركة الوطن سيادة الرئيس، يبدو أن القيادة السورية بعد عامين ونصف تُحرز تقدّما في الميدان، وهنا يحضر السؤال أنّه لماذا بعد عامين ونصف إخترتم الإنتقال من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم، وألا تعتقدون أنكم تأخرتم حتى تمّ إتخاذ قرار الهجوم وبالتالي أصبحت التكلفة باهظة لو إستحضرنا على سبيل المثال نموذج القصير.
الجواب: نحن لم نعتمد فكرة الدفاع أو الهجوم، التكتيك العسكري الذي يعتمد على كل معركة صغيرة بشكل منعزل، كنا نتعامل مع الحالة ليس مع الجانب العسكري فقط ، كنا نتعامل مع الموضوع بجوانبه المختلفة، هناك الجانب السياسي والإجتماعي، هناك الكثير من السوريين غُرّر بهم في البدايات، هناك الكثير من الدول الصديقة في الخارج لم تكن تفهم الموضوع من الداخل، لم يكن بالامكان القيام بنفس الأعمال عندما لا يكون هناك إجماع حول قضية معينة ، لا شكّ أن تطور الأحداث ساعد السوريين على فهم ما الذي يحصل، فهم حقيقة الأمور ، وهذا ساعد القوات المسلّحة أكثر للقيام بواجباتها وإنجازاتها ، ما يحصل الآن هو ليس إنتقالا من الدفاع إلى الهجوم ، وإنما هو إنقلاب موازين القوى لمصلحة القوات المسلحة.
سؤال3: كيف إنقلبت موازين القوى، يقال انو يؤخذ على سوريا أنها تستعين بمقاتلين من الخارج ، وهناك فلنقل الأمور باسمائها يتمّ الإستعانة بمقاتلي حزب الله، علماً أنه في مقابلات سابقة تحدّثت وقلت نحن 23 مليون سوريا ، ولسنا بحاجة إلى أحد ، ماذا يفعل حزب الله في سوريا؟؟
الجواب: أول سبب لانقلاب الموازين هو انقلاب الحاضنة، كان هناك حاضنة في بعض المناطق للمسلحين، وأؤكد ليس عن قلة وطنية إنّما عن قلة معرفة. هناك الكثير من القصص عن أشخاص خضعوا للمجموعات الأرهابية ، وظنّوا أنها ثورة ضد السلبيات الموجودة، إنقلبت هذه الحاضنة، هناك العديد من المسلحين إنسحبوا من هذه المجموعات ، وعادوا إلى الحياة الطبيعية، فهذا هو السبب الأساسي. بالنسبة لي، ما يطرح الآن بالنسبة لموضوع حزب الله ومشاركة مقاتلين من خارج سوريا مع الدولة هو موضوع كبير جداً وله عدة عناصر، وإذا أردنا أن نشرحه لا بدّ أن نشرح العناصر المرتبطة به:
لا نستطيع أن نفصل ما طرح مؤخراً عن موضوع حزب الله عن معركة القصير عن الضربة الإسرائيلية، ثلاثة عناصر في قضية واحدة . وأنا دعيني أتحدّث بصراحة: مؤخراً خاصة بعد الخطاب الأخير للسيد حسن نصر الله ، طرح في الإعلام العربي والأجنبي أن مقاتلي حزب الله يقاتلون في سوريا ويدافعون عن الدولة السورية. طبعاً بين قوسين بلغتهم النظام، نحن نقول الدولة لا يوجد نظام. فلنتحدث بشكل منطقي، إذا كان حزب الله يريد أن يدافع عن سوريا أو المقاومة ، سترسل عدداً من المقاتلين، كم ترسل ؟ بضعة مئات، ألف ، ألفين، نحن نتحدث عن معركة فيها مئات الألوف من الجيش السوري ،وعشرات الآلاف من الإرهابيين إن لم يكن أكثر من ذلك، أكثر من مئة ألف لأن العدد مستمر في التزايد. يعني تغذية الأرهابيين مستمرة من قبل الدول المجاورة والدول التي تدعمها من الخارج. فهذا العدد الذي يمكن أن يساهم فيه الحزب للدفاع عن الدولة في معركتها مقارنة بعدد الإرهابيين والجيش ومقارنة بمساحة سوريا لا يحمي النظام ولا الدولة . هذا من جانب، إذا قالوا أنه يدافع عن الدولة، لماذا اليوم.؟ لماذا هذا التوقيت ؟ المعارك بدأت بعد رمضان عام 2011 وتصاعدت حتى وصلنا إلى صيف 2012 وبدأوا بمعركة تحرير دمشق، وحددوا ساعة صفر أولى وثانية وتم إغتيال الضباط الأربعة ، وحصلت عدة عمليات فرار من الدولة في سوريا ، وكان الكثير يعتقد ان ذلك الوقت هو وقت سقوط النظام ولم يسقط. ومع ذلك، لم يتدخّل حزب الله في ذلك الوقت فلماذا يتدخّل الآن؟ هذا جانب. هناك جانب هام، لماذا لم نرَ حزب الله في دمشق وحلب، المعركة الأكبر في دمشق وحلب وليست في القصير. القصير مدينة صغيرة. لماذا لم نره في حمص؟ كل هذه المعطيات غير دقيقة، القصير إستراتيجية، كلّ الحدود إستراتيجية بالنسبة للإرهابيين، كل الحدود تستخدم لتهريب الارهابيين والسلاح. فلا علاقة لكل هذه العناوين التي طُرحت بموضوع حزب الله. إذا ربطنا موضوع ما طرح الآن، النواح والعويل الذي نسمعه الآن في الإعلام العربي، وبتصريحات المسؤولين العرب، وبتصريحات المسؤولين الأجانب حتى بان كي مون صرّح وأصبح خائفا من حزب الله في القصير. هذا كله مربوط بعملية خنق المقاومة، ليس له علاقة بالدفاع عن الدولة السورية، فالتقدم الذي ذكرتيه قبل قليل حقق إنجازات كبيرة جداً في حلب ودمشق وريف دمشق وفي أماكن مختلفة ، ولكن لم نسمع هذا النواح .
سؤال4: طبيعة المعركة التي تقومون بها أنتم وحزب الله في القصير، يؤخذ عليكم أن هذه المعارك تأخذ طابع إقامة ممر آمن يربط الساحل السوري بدمشق وبالتالي هو تمهيد أنه في حال فُرض التقسيم أو تغييرات جغرافية في المنطقة أنها الدولة العلوية، يعني طبيعة هذه المعارك أيضاً إذا كنت تريد أن تتحدث عنها وتربطها بالصراع مع إسرائيل.
الجواب: أولاً الساحل اللبناني والسوري لا يمرّ عبر القصير من الناحية الجغرافية، هذا كلام غير منطقي. النقطة الثانية:
لا أحد يخوض معارك ليذهب باتجاه التقسيم. إذا أردت التقسيم فليذهب باتجاه التقسيم ولكن لا تخوض معارك في كل البقاع السورية وفي مختلف أنحاء سوريا لكي تذهب باتجاه التقسيم، لكي تذهب باتجاه زاوية محددة. سير المعارك لا يوحي بأنّ هناك من يسعى للتقسيم في الدور السوري، بالعكس تماماً، هذه المعارك هي معارك الحفاظ على وحدة سوريا وليس العكس.
النقطة الثانية: أجدادنا جرّبوا هذا الموضوع مع الفرنسيين عندما طرحت فرنسا تقسيم سوريا، فكان أجدادنا منذ عقود واعين للموضوع، فهل من الممكن أن نكون نحن كأحفاد بعد عقود أقل وعياً؟
لا الموضوع أعود واكرر المعركة، وكل ما يحصل في القصير ، وكلّ ما نسمع من عويل مرتبط بموضوع اسرائيل. توقيت معركة القصير مرتبط مع الضربة الإسرائيلية. المطلوب هو خنق المقاومة ، هذه المعركة القديمة الجديدة ،كل مرّة تأخذ شكل من الأشكال. الآن ليس المهم هو القصير كمدينة ، المهم هو الحدود . المطلوب خنق المقاومة برّاً وبحراً، لذلك هنا يُطرح سؤال: يقال بأنّ المقاومة يجب أن توجّه سلاحها باتجاه العدو وبالتالي باتجاه الجنوب. قيل هذا الكلام في 7 أيار حين حاول البعض من عملاء إسرائيل في لبنان أن يمدّوا يدهم على إتصالات المقاومة ، فقالوا إن المقاومة حوّلت سلاحها باتجاه الداخل ، قالوا نفس الكلام عن الجيش السوري بأن الجيش السوري يجب أن يقاتل على الحدود مع إسرائيل. نحن قلنا بشكل واضح جداً بأن الجيش يقاتل العدو أينما وجد. فعندما يكون العدو في الشمال أو يأتي من الشمال، عندها نتحرك باتجاه الشمال أو الشرق أو الغرب . نفس الشيء بالنسبة للمقاومة. لماذا يتواجد حزب الله على الحدود داخل لبنان أو داخل سوريا ، لان المعركة هي معركة مع العدو الإسرائيلي أو مع وكلائه في سوريا أو في لبنان.
سؤال5: دخول إسرائيل على معادلة الأزمة السورية مؤخراً من خلال الغارات الإسرائيلية التي شُنت على ضواحي دمشق. إسرئيل مباشرة ربطت هذه الغارات برسائل ، أنها لا تُريد حرب تصعيدية ، ولا تريد تدخل بالأزمة السورية. هنا السؤال ما الذي تريده إسرائيل ،وأي نوع من التدخل بالمعادلة السورية؟
الجواب: هذا ما يؤكد ما أقوله أنا بأن العملية مرتبطة بخنق المقاومة بالدرجة الأولى، يعني حتى التدخل الإسرائيلي مع الإرهابيين أو دعمها للإرهابيين، كان يهدف إلى شيئين:
أولاً خنق المقاومة ، وثانياً ضرب الدفاعات الجوية السورية ، وهذا يؤكد على أنّ إسرائيل تهدف لهذين الهدفين، لا يهمّها الباقي.
سؤال6: طالما سيادة الرئيس أهداف إسرائيل واضحة، أُخذ على القيادة السورية وعلى الدولة السورية الردّ الضعيف. كان الكل يترقّب الرد السوري، كان في تصريح للحكومة السورية نحتفظ بحق الرد في المكان والزمان المناسبين، لماذا لم يكن الردّ مباشرة وتلقائياً ،وهل يكفي ما سُرّب عن مصدر رفيع أنّ الصواريخ وجّهت إلى العدو الإسرائيلي ، وأن أي إعتداء سيقابل بالرد دون الرجوع إلى القيادة؟
الجواب: نحن أبلغنا كل الجهات التي إتصلت معنا العربية والأجنبية وأغلبها أجنبية بأننا سنردّ في المرة القادمة. طبعاً حصل هناك أكثر من ردّ ومحاولات خرق إسرائيلية، وتمّ الرد عليها بشكل مباشر ، لكن الردّ المؤقت ليس له قيمة، يعني يكون ردّا طابعه سياسي. نحن إذا أردنا أن نردّ على إسرائيل يجب أن يكون الردّ إستراتيجي.
سؤال7: كيف عبر فتح جبهة الجولان مثلاً؟؟
الجواب: هذا يعتمد أولاً على الحالة الشعبية، هل تسير الحالة الشعبية باتجاه المقاومة أم لا؟
سؤال8: كيف تسير الأمور الآن في سوريا؟
الجواب: هناك ضغط شعبي واضح باتجاه فتح جبهة الجولان للمقاومة بكل إختصار. وهناك حماس حتّى عربي، يعني أتتنا وفود عربية تقول: أين يُسجّل الشباب ؟ يريدون أن يأتوا يقاتلوا إسرائيل. طبعاً عملية المقاومة ليست عملية بسيطة، ليست هي فقط فتح جبهة بالمعنى الجغرافي. هي قضية عقائدية سياسية إجتماعية وبالمحصلة تكون قضية عسكرية.
سؤال9: سيادة الرئيس، إذا ما أخذنا بعين الإعتبار ما حدث في الجولان من ناحية إستهداف الآليات العسكرية التي تخطت خط الإشتباك. هل هذا يعني أننا أمام تغيير في قواعد اللعبة بقواعد الإشتباك. وإذا كنّا كذلك، ما هي هذه المعادلة إذا صحّ التعبير؟
الجواب: التغيّر الحقيقي في قواعد الإشتباك ، هو عندما يكون هناك حالة شعبية تذهب باتجاه المقاومة. أي تغيير آخر هو تغيير مؤقت، إلا إذا ذهبنا باتجاه حرب. أي ردّ من أي نوع يكون معنوياً او بالظاهر تغيير في قواعد الإشتباك ، لكن أنا لا أعتقد أنه كذلك. التغيير الحقيقي هو أن يذهب الشعب باتجاه المقاومة. هذا هو التغيّر الجذري أو الدراماتيكي إذا أردنا القول.
سؤال 10: ألا تعتقد أنّ هذا الكلام جاء متأخراً ، يعني لماذا بعد أربعين عام من أنّو كان في تهدئة وكان في هدنة في الجولان، الآن يتمّ الحديث عن تحريك هذه الجبهة، عن معادلات جديدة، وعن قواعد لعبة جديدة ؟
الجواب: هم يتحدّثون دوماً عن أن سوريا تغلق الجبهة أو تفتح الجبهة، الدولة لا توجد مقاومة لا تخلق مقاومة، إن لم تكن المقاومة عفوية وشعبية فهي ليست مقاومة ، ولا يمكن أن تُصنع. الدولة إما تدعم أو تُعرقل ، لنقل كما يحصل في بعض الدول العربية . لكن أنا أعتقد بأن الدولة التي تقف في وجه المقاومة هي دولة متهورة. فليست القضية أن سوريا قررت بعد أربعين عاماً أن تذهب في هذا الإتجاه. هناك جيش يقوم بواجبه وبالتالي بالنسبة لي الحالة لنقل الفكرية بالنسبة لي المواطنية أن هناك من يقوم بهذا الواجب، يعمل من أجل تحرير الأرض. لو لم يكن هناك جيش كما حصل في لبنان ، عندما كان هناك جيش منقسم ودولة منقسمة خلال الحرب الأهلية ، لكانت ظهرت المقاومة منذ زمن طويل. الآن في هذه الظروف، هناك عدة عوامل تدفع بهذا الإتجاه، أولاً الإعتداءات الإسرائيلية المتكررة ، هي عامل أساسي في خلق هذه الرغبة وهذا الدافع . وثانياً هو إنشغال الجيش في القوات المسلحة بأكثر من مكان على الأرض السورية ، وهذا يعطي شعورا للكثير من المواطنين أنّ من واجبنا الآن نحن بالتحرّك في هذا الإتجاه لكي ندعم القوات المسلحة على إتجاه الجولان.
سؤال 11: سيادة الرئيس، نتنياهو قال إنّ إسرائيل لن تتوانى عن توجيه ضربة إلى دمشق في حال تمّ رصد نقل أسلحة كاسرة للتوازن إلى حزب الله في لبنان. في حال نفّذت إسرائيل هذه التهديدات، أريد ردا مباشرا منكم ماذا ستفعل سوريا؟؟
الجواب: كما قلت نحن أبلغنا الدول الأخرى بأننا سنردّ على الضربة بضربة. طبعاً من الصعب تحديد الآن أي نوع من الوسائل ستستخدم من الناحية العسكرية، هذا متروك للقيادة العسكرية. ولكن نحن نضع عدة إحتمالات ، هذا يعتمد على الظرف في توقيت الضربة، ما هو الظرف الذي يسمح باستخدام طريقة معينة أو سلاح معين بطريقة أكثر فعالية من سلاح آخر أو طريقة أخرى.
سؤال 12: سيادة الرئيس، بعد الغارة الإسرائيلية الأخيرة على دمشق تمّ الحديث عن أسلحة س 300 وأنه سلاح كاسر للتوازن. وبناء على الحديث عن هذا الموضوع، نتنياهو زار موسكو. السؤال المباشر: هل هذه الصواريخ في طريقها إلى دمشق ؟ هل هذه الصواريخ باتت سوريا تملكها الآن؟؟
الجواب: نحن لا نعلن عن الموضوع العسكري عادة ، ما الذي يأتينا ، أو ما هو الموجود لدينا ، ولكن بالنسبة لروسيا، العقود غير مرتبطة بالأزمة، نحن نتفاوض معهم على أنواع مختلفة من الأسلحة منذ سنوات، وروسيا ملتزمة مع سوريا بتنفيذ هذه العقود. وأريد أن أقول لا زيارة نتنياهو ولا الأزمة نفسها ولا ظروفها أثّرت على توريد السلاح، فكل ما إتفقنا به مع روسيا سيتمّ ، وتمّ جزء منه في الفترة الماضية، ونحن والروس مستمرون بتنفيذ هذه العقود.
سؤال 13: تحدّثنا عن صمود القيادة والدولة السورية، تحدّثنا عن تقدم يتمّ إحرازه في الميدان، عن تعزيز التحالف بين سوريا والمقاومة. كلّ هذا يسير على جبهة ، في الجبهة المقابلة هناك حراك دبلوماسي في المياه الراكدة منذ عامين ونصف. قبل أن نتحدّث وندخل في محور جنيف والخطوط الحمراء التي تضعها سوريا، كان هناك طرح بسيط قدّمه رئيس الإئتلاف المستقيل معاذ الخطيب ، أنّه يسمح للرئيس السوري مع خمسمئة شخصية يتمّ إختيارها خلال عشرين يوما ان يغادروا الأراضي السورية وتنتهي الأزمة. لماذا لا تلجأون إلى تلبية هذا المطلب وتنتهي الأزمة ؟؟
الجواب: دائماً تحدّثت بمبدأ أساسي ، أنّ قرار وجود الرئيس أو ذهاب الرئيس مرتبط بالشعب السوري، فأي شخص يتحدث بهذا الموضوع ، يجب أن يعلن من يمثل ، هو من الشعب السوري، يمثل الشعب السوري؟ هل هو مفوّض من الشعب السوري أم ماذا؟ هذه المبادرة لم أقرأها، سمعت على الهواء، كنت سعيدا جداً أنهم أعطوني عشرين يوماً وخمسمئة شخص ، ولكن لست متأكداً من طرحه، هو أم شخص آخر، أنا لا أعرف ، ولا أهتمّ كثيراً بالأسماء.
سؤال 14: يعني سيادة الرئيس هو بكل الأحوال طرحها ، وقال إنه عشرين يوما وخمسمئة شخصية بلا ضمانات. يعني مغادرة إلى الخارج ولكن نحن لا نضمن القضاء كيف سيلاحق. بأي حال سيادة الرئيس، هذا ما يدخلنا إلى محور المفاوضات، نحن نتحدث عن مؤتمر جنيف 2، تمّ الحديث وإعلان الموافقة المبدئية من قبل القيادة والحكومة السورية على الخوض بهذا المؤتمر. كلمة مفاوضات، يعني نحن في نهاية المطاف في طاولة إذا ما عقد هذا الإجتماع، هناك العلم السوري وعلم هذه الجماعات المعارضة. كيف ستقنع الشعب السوري بعد عامين ونصف أنك تجلس جنباً إلى جنب على طاولة مفاوضات واحدة مع هذه المجموعات؟
الجواب: أولاً بالنسبة للعلم، أقول دائماً أن العلم ليس له معنى إلا للشعب الذي يمثله. عندما نضع علما على الطاولة في أي مكان نقول من هو الشعب الذي يرتبط بهذا العلم. هذا السؤال نستطيع أن نسأله لمن يريد أن يضع أعلاماً سورية في سماء سوريا غير العلم السوري الرسمي، فلا قيمة لكل هذا العلم عندما لا يعبّر عن شعب. هذا جانب ومن الجانب الآخر ، نحن كوفد سنذهب إلى هذا المؤتمر بصفة رسمية ممثلين شرعيين للشعب السوري. فهم يمثلون من؟ نحن عندما ينتهي المؤتمر نعود إلى سوريا نعود إلى منازلنا نعود إلى شعبنا. هم عندما ينتهي المؤتمر لمن يعودون؟ إلى الفنادق خمس نجوم أم إلى وزارات الخارجية في الدول التي يمثّلونها والغير سورية طبعاً لكي يقدموا لها التقارير، أم إلى مخابرات تلك الدول؟
فلذلك عندما نذهب إلى هذا المؤتمر، يجب أن نعرف بشكل واضح جزءا من الذين سيجلسون على هذه الطاولة. انا أقول جزءا لأن صيغة المؤتمر غير واضحة حتى الآن. ما هو موقع المعارضة السورية الوطنية؟ ما هو موقع المعارضة والأحزاب الأخرى الموجودة في سوريا وغيرها من الأسئلة؟ ولكن المعارضة الخارجية التي تتحدثين عنها وعن علمها، نحن نعرف أننا نذهب لكي نفاوض الدول التي تقف خلفها وليس لكي نفاوضها. عندما نفاوض العبد بالمظهر فنحن نفاوض السيد بالمضمون . هذه هي الحقيقة ، ونحن نعرف، ويجب أن لا نختبأ خلف أصابعنا. هذه هي الحقيقة.
سؤال 15: هل عندكم قناعة في القيادة السورية أن طاولة المفاوضات حتماً ستُعقد ، وستتمّ هذه المفاوضات الشهر القادم؟
الجواب: نتوقّع، إلا إذا كان هناك عرقلة من باقي الدول. بالنسبة لنا في سوريا، أعلنا منذ يومين بالمبدأ نحن متفقون على حضور..
سؤال 16: هذه الكلمة " بالمبدأ" الموافقة المبدئية ، لماذا هناك حساب لخط الرجعة؟؟
الجواب: لان مبدأ المؤتمر صحيح، لكن ما هي التفاصيل؟ هل هناك تفاصيل؟ هل هناك شروط ستوضع قبل المؤتمر مثلاً. لو وضعوا شروطا ربّما نرفض هذه الشروط فلا نذهب. ولكن مبدأ المؤتمر صيغة اللقاء هي صيغة جيّدة ، هذا ما نقصده بالمبدأ.
السؤال 17: دعنا سيادة الرئيس نتحدّث عن الشروط التي تضعها القيادة السورية ؟ ما هي شروط سوريا؟
الجواب: بكل بساطة ، الشرط الوحيد هو أنّ أي شيء يُنفّذ على خلفية أي لقاء سواء داخلي أو خارجي بما فيه المؤتمر يخضع لرأي الشعب السوري والإستفتاء الشعبي السوري. هذا هو الشرط الوحيد الحقيقي، أي شيء آخر ليس له قيمة. لذلك نحن نذهب مرتاحون، لا يوجد لدينا أية عُقد، يستطيعون أن يطرحوا أي شيء، ونستطيع أن نطرح أي شيء، ولكن أي شيء لا يُنفّذ إلا برغبة الشعب السوري. وطالما أننا نمثّل الشعب شرعياً وبشكل شرعي لا نوجد شيء نخاف منه.
سؤال 18: دعنا سيادة الرئيس نوضّح يعني هناك الكثير من اللبس أُثير حول جنيف 1 وجنيف 2 ، حول المرحلة الإنتقالية ، ودور الرئيس السوري بشار الأسد في هذه المرحلة؟ هل أنتم على إستعداد للتنازل عن كامل صلاحياتكم للحكومة الإنتقالية؟ وكيف تفهمون هذا المصطلح اللبس إذا صحّ التعبير؟
الجواب: هذا ما أوضحته في المبادرة التي أطلقناها في الشهر الأول من هذا العام. هم يقولون يريدون حكومة إنتقالية لا دور للرئيس فيها، طبعاً الرئيس لا يرأس حكومة، في سوريا نحن في نظام رئاسي ، الرئيس في رئاسة الجمهورية ، وهو لا يرأس الحكومة، هناك رئيس للحكومة. هم يريدون حكومة بصلاحيات واسعة، الدستور السوري يعطي الحكومة صلاحيات كاملة ، والرئيس هو القائد العام للجيش والقوات المسلحة. وهو رئيس مجلس القضاء الأعلى . اما باقي المؤسسات فكلّها تتبع بشكل مباشر إلى الحكومة. أما تغيير صلاحيات الرئيس، فهذا يخضع للدستور، فالرئيس لا يستطيع أن يتنازل عن صلاحياته. هو لا يملك الدستور، الدستور بحاجة لاستفتاء شعبي. هذه الأشياء عندما يريدون طرحها، تطرح في المؤتمر ، وعندما نتفق على شيء إذا إتفقنا، نعود ونطرحها باستفتاء ، ونرى ما هو رأي الشعب السوري وعندها نسير، ولكن أن يطلبوا مسبقاً تعديل الدستور فهذا الشيء لا يقوم به لا الرئيس ولا الحكومة. ونحن غير قادرين عليه ، ولا يحق لنا دستورياً القيام بهذا العمل.
سؤال 19: سيادة الرئيس بصراحة، كل المواقف المعارضة، كل خصومكم السياسيين قالوا أنهم لا يريدون دورا للأسد في المرحلة القادمة أو مستقبل سوريا ، هذا ما قاله سعود الفيصل والأتراك والقطريون وكذلك المعارضة السورية. هل سيترشح الرئيس الأسد في 2014 للإنتخابات الرئاسية القادمة؟
الجواب: أنا أعرف أنّ سعود الفيصل مختص بالقضايا الأميركية ، ولا أعرف إذا كان يعرف شيء عن القضايا السورية. لا بأس إذا كان يريد أن يتعلمها لا بأس. أما بالنسبة لرغبات الآخرين، أعود وأقول أنه لن يكون هناك رغبة سوى رغبة الشعب السوري. أما الترشيح فطرح من قبل البعض ، أنه يفضل ألا يترشح الرئيس لانتخابات 2014 . قلت هذا الموضوع يحدد في ذاك الوقت، ما زال التوقيت باكراً لطرح مثل هذا الموضوع، ولكن عندما يأتي التوقيت وأشعر أن هناك حاجة للترشيح، طبعاً هذه الحاجة يحدّدها مرة أخرى تواصلي مع المواطنين ، وشعوري بأنهم يرغبون بهذا الترشيح، فلن أتردد. أما إذا شعرت بأن الشعب السوري لا يريدها ، فمن البديهي أن لا أترشح ، فهم يضيعون الوقت في هذا الحوار.
سؤال 20: سيادة الرئيس أشرت إلى وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، هذا ما دفعني إلى التساؤل عن علاقة سوريا مع السعودية مع قطر مع تركيا لا سيما إذا أخذنا بعين الإعتبار موقفهم الأخير في اللجنة العربية الوزارية، كان شبه معتدل لم يطالبوا بشكل معلن وصريح برحيل الرئيس الأسد. هل تلمسون أي تغيير أو دعم من هذه الدول للحل السياسي للأزمة السورية؟ وهل سوريا على إستعداد من جديد للتعاطي مع الجامعة العربية علماً أن الحكومة السورية طلبت مؤخراً إعتذار من الجامعة العربية؟
الجواب: بالنسبة للدول العربية، نرى تغيرات مؤقتة ترتبط بالخطاب ولا ترتبط بالممارسات. الدول التي تدعم الإرهابيين لم تتغير، ما زالت تدعم الإرهابيين بنفس المقدار. تركيا أيضاً لا يوجد شيء جدي. بالنسبة لقطر فهي في نفس الموقع، موقع الممول البنك الذي يقدم أموالا للإرهابيين وتدعم عبرها تركيا. ففي الواقع لا يوجد أي تبدل. أما بالنسبة للجامعة العربية ، فهي يعني بالنسبة لنا في سوريا لم نبنِ عليها أمالاً حتى في العقود الماضية. كنا بالكاد نتمكن من نزع الألغام في الإجتماعات المختفلة سواء على مستوى القمة أو على مستوى وزراء الخارجية. فهل سنتوقع منها بعد المواقف الأخيرة أن تلعب دورا؟ نحن نتواصل مع الجميع ، ونتعاطى مع الكل ، لا نغلق الأبواب، ولكن في الواقع يجب أن نكون واقعيين، يجب أن نعرف بأن هذه الجهة غير قادرة على التقديم خاصة أن جزءا كبيرا من الدول العربية هو غير مستقل وتأتيه أوامر من الخارج ، البعض منهم معنا بالقلب لكن ليس معنا بالتطبيق وبالقرار. لذا نحن لا نبني آمالا على الجامعة العربية لنكن واضحين.
سؤال 21: هذا يدفعنا إلى التساؤل إذا كان الجو العربي على هذه الصورة وهذه الشاكلة، التطورات في الميدان والصمود كذلك ومؤتمر جنيف وطاولة المفاوضات. السؤال هنا الأساسي، ماذا إذا فشلت المفاوضات السياسية، ما هي تداعيات فشل المفاوضات السياسية ؟
الجواب: هذا الإحتمال وارد جداً، يعني هناك دول تعرقل هذا الإجتماع من الأساس، ولو لم تكن محرجة لما ذهبت ، وهي ضد أي حوار لا داخل سوريا ولا خارج سوريا. فهذا الإحتمال حتى الروسي في أكثر من تصريحات يعني خفف من التوقعات بالنسبة لهذا المؤتمر. يعني يجب أن نكون أيضاً دقيقين في تعريف هذا الحوار، ما علاقة هذا الحوار بما يحصل على الأرض. معظم هذه القوى التي تتنطّح للحديث عما يحصل في سوريا ليس لها علاقة بالداخل السوري، ليس له علاقة حتى بالارهابيين مباشرة، والإرهابيون يرتبطون مباشرة بهذه الدول في بعض الحالات، وفي بعض الحالات هي عبارة عن عصابات تأخذ الأموال حسب ما تقوم به من أعمال تخريبية ، ففشل المؤتمر لا أعتقد أنه سيغير كثيراً من الواقع داخل سوريا، يعني هذه الدول لا بمؤتمر ولا بغير مؤتمر سستوقف عن الدعم ، والعصابات لن تتوقف عن التخريب.
سؤال 22: سيادة الرئيس الأحداث في سوريا بدأت تنتقل إلى دول الجوار، يعني المتابع المشهد العراقي ، التفجيرات في الريحانية في تركيا وكذلك الحال في لبنان ، عندنا الأحداث في طرابلس وعرسال ، ومشاركة حزب الله في القصير. كيف تقارب سوريا الملف اللبناني ، وهل تعتقد سياسة النأي بالنفس ما زالت سارية المفعول وما زالت مقبولة؟
الجواب: لنسأل أسئلة من واقع الأمور في سوريا وفي لبنان عن سياسة النأي بالنفس لكي لا يقال أنني أقيّم هذه السياسة صحيحة أو غير صحيحة. نسأل سؤالا بسيطا، هل تمكّن لبنان من منع التدخل اللبناني في سوريا؟ هل تمكن من منع تهريب الإرهابيين والسلاح إلى سوريا؟ أو من إعطائهم الملجأ من سوريا إلى لبنان؟ لم يتمكن، في الواقع الكل يعرف بأن لبنان كان مساهما في الأزمة السورية بشكل سلبي. مؤخراً هل تمكن لبنان من حماية نفسه من تداعيات الأزمة السورية على لبنان وفي طرابلس والصواريخ التي بدأت تهطل على مناطق مختلفة من بيروت أو حول بيروت. عملياً، لا هذا ولا ذاك ، فعن أي نأي بالنفس نتحدث: نأي لبنان بنفسه شيء ونأي الحكومة بنفسها شيء آخر. عندما تنأى الحكومة بنفسها عن موضوع معين ، وهذا الموضوع يهم ويخص ويؤثر على المواطنين ، فهي تنأى بنفسها عن المواطنين. أنا لا أتحدث الآن نقداً للحكومة اللبنانية ، أنا أتحدّث مبادىء عامة. لا أريد أن يقال بأنني أنتقد الحكومة اللبنانية، لو كانت الحكومة السورية أرادت أن تنأى بنفسها عن قضايا تهم الشارع السوري لفشل هذا الموضوع عندما تحصل المشكلة في بلد جار. عندما يكون منزل جاري يحترق فلا أستطيع أن أقول بأنه لا علاقة لي. هذه النار ستنتقل إلى منزلي، فلذلك، نحن لا نعتقد بأن هذا الكلام ممكن من الناحية الواقعية.
سؤال 23: ماذا تقول لمحبي محور المقاومة ؟ يعني نحن في أجواء الإحتفال بذكرى الإنتصار ، في أجواء الوعد بالنصر التي تحدّث عنها السيد حسن نصر الله. أنتم تتحدثون بلغة الواثق؟ ماذا تقول لعموم هذا الجمهور؟ هل نحن أمام الخروج من النفق المظلم؟
الجواب : أنا أعتقد بأن الإنتصار الأكبر الذي حققته المقاومات العربية خلال سنوات وعقود هو إنتصار بالدرجة الأولى فكري. ما كان قادر على النجاح عسكرياً لولا النجاح والصمود في وجه حملة من تسويق وتشويه المفاهيم في هذه المنطقة. في لبنان ، كان هناك مصطلح يقول أن قوة لبنان في ضعفه قبل الحرب الأهلية. يعني هذا يشابه أن يقال أن الإنسان بغبائه أو أن الشرف يمر عبر الفساد، هذا تناقض غير منطقي. أتت إنتصارات المقاومة المختلفة في أكثر من مفصل لكي تؤكّد بان هذا الطرح غير صحيح. ضعف لبنان في ضعفه وقوة لبنان بقوته. قوة لبنان بمقاومته، وقوة لبنان بهؤلاء المقاومين الذين تحدثت عنهم. نحن اليوم بحاجة لهذا الفكر ولهذا الصمود وللأعمال التي يقوم بها المقاومون في هذه المرحلة أكثر من أي مرحلة أخرى، لأن الأحداث مرّ بها الشرع العربي خلال سنتين أو أكثير بقليل ضربت المفاهيم لدرجة أن البعض من العرب نسى بأن العدو هو إسرائيل. وأصبح العداء داخلي ومحلي، طائفي وإقليمي وقومي وغير ذلك. فنحن اليوم نعوّل على هؤلاء المقاومين بتذكير الشعوب العربية أو الشعب العربي من خلال إنجازاتهم بأن عدونا ما زال في نفس المكان. أما بالنسبة لثقتي بالانتصار، فلو لم يكن لدينا الثقة بالانتصار لما كان لدينا القدرة على الصمود والقدرة على أن نستمر في هذه المعركة بعد سنتين من هجوم دولي عالمي، ليس عدواناً ثلاثياً كما حصل عام 1956 وإنما حقيقة حرب عالمية على سوريا والنهج المقاوم ، ولذلك فان ثقتنا بالنصر أكيدة ، وأنا أؤكد لهم بان سوريا ستبقى كما كانت ، بل أكثر من قبل داعمة للمقاومة والمقاومين في كامل العالم العربي.
أهلاً وسهلاً بك، وأريد أن أهنئ قناة المنار، هذه القناة المقاومة في ذكرى التحرير، أهنّئ أيضاً الشعب اللبناني، وأهنئ كل مقاوم في لبنان.. أهلاً وسهلاً بكم ..
نص المقابلة الخاصة مع الرئيس السوري بشار الأسد في قصر الشعب مع الإعلامية بتول أيوب:
سؤال 1: نحن الآن في قلب قصر الشعب، بعد عامين ونصف على الأزمة السورية ، كان الرهان أن النظام خلال اسابيع ستيم الإنقلاب عليه ، كيف أفشلت مخططات الخصوم والأعداء، ما هو سرّ الصمود؟
جواب: هناك الجانب السوري الذي أفشل المخطط ، وهناك جانب متعلق بالمخططين وهم أفشلوا أنفسهم، أفشلوا أنفسهم اولا بعدم معرفة الوضع في سوريا ، وعدم قراءة الوضع في سوريا بشكل دقيق، فانطلقوا في البداية من خلال عناوين الثورة ، الثورة بحاجة إلى عوامل موضوعية ، لا يمكن أن تاتي بثورة بأموال، فلم يتمكنوا من تحقيق هذه الظروف التي تهيأ لثورة حقيقية، انتقلوا لطرح المفاهيم والعناوين الطائفية بهدف خلق شرخ في المجتمع السوري، تمكّنوا من الدخول إلى بعض الزوايا الموجودة في المجتمع السوري وهي موجودة في أي مجتمع، زوايا من الجهل وضعف الوعي ، ولكن في المحصلة لم يتمكنوا من خلق هذا الشرخ بشكل حقيقي، ولو وجُد هذا الشرخ لتقسّمت سو
ريا منذ البدايات.
استخدموا عنوانا اخر وقعوا فيه، في فخهم وهو ان ما يحصل هو صراع من أجل الكرسي. الحقيقة كان واضحاً أن القضية ليست قضية كرسي ، وأن المعركة هي معركة وطن وليس معركة كرسي. لا أحد يقاتل ويستشهد من أجل كرسي لأي شخص.
سؤال 2: بمعركة الوطن سيادة الرئيس، يبدو أن القيادة السورية بعد عامين ونصف تُحرز تقدّما في الميدان، وهنا يحضر السؤال أنّه لماذا بعد عامين ونصف إخترتم الإنتقال من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم، وألا تعتقدون أنكم تأخرتم حتى تمّ إتخاذ قرار الهجوم وبالتالي أصبحت التكلفة باهظة لو إستحضرنا على سبيل المثال نموذج القصير.
الجواب: نحن لم نعتمد فكرة الدفاع أو الهجوم، التكتيك العسكري الذي يعتمد على كل معركة صغيرة بشكل منعزل، كنا نتعامل مع الحالة ليس مع الجانب العسكري فقط ، كنا نتعامل مع الموضوع بجوانبه المختلفة، هناك الجانب السياسي والإجتماعي، هناك الكثير من السوريين غُرّر بهم في البدايات، هناك الكثير من الدول الصديقة في الخارج لم تكن تفهم الموضوع من الداخل، لم يكن بالامكان القيام بنفس الأعمال عندما لا يكون هناك إجماع حول قضية معينة ، لا شكّ أن تطور الأحداث ساعد السوريين على فهم ما الذي يحصل، فهم حقيقة الأمور ، وهذا ساعد القوات المسلّحة أكثر للقيام بواجباتها وإنجازاتها ، ما يحصل الآن هو ليس إنتقالا من الدفاع إلى الهجوم ، وإنما هو إنقلاب موازين القوى لمصلحة القوات المسلحة.
سؤال3: كيف إنقلبت موازين القوى، يقال انو يؤخذ على سوريا أنها تستعين بمقاتلين من الخارج ، وهناك فلنقل الأمور باسمائها يتمّ الإستعانة بمقاتلي حزب الله، علماً أنه في مقابلات سابقة تحدّثت وقلت نحن 23 مليون سوريا ، ولسنا بحاجة إلى أحد ، ماذا يفعل حزب الله في سوريا؟؟
الجواب: أول سبب لانقلاب الموازين هو انقلاب الحاضنة، كان هناك حاضنة في بعض المناطق للمسلحين، وأؤكد ليس عن قلة وطنية إنّما عن قلة معرفة. هناك الكثير من القصص عن أشخاص خضعوا للمجموعات الأرهابية ، وظنّوا أنها ثورة ضد السلبيات الموجودة، إنقلبت هذه الحاضنة، هناك العديد من المسلحين إنسحبوا من هذه المجموعات ، وعادوا إلى الحياة الطبيعية، فهذا هو السبب الأساسي. بالنسبة لي، ما يطرح الآن بالنسبة لموضوع حزب الله ومشاركة مقاتلين من خارج سوريا مع الدولة هو موضوع كبير جداً وله عدة عناصر، وإذا أردنا أن نشرحه لا بدّ أن نشرح العناصر المرتبطة به:
لا نستطيع أن نفصل ما طرح مؤخراً عن موضوع حزب الله عن معركة القصير عن الضربة الإسرائيلية، ثلاثة عناصر في قضية واحدة . وأنا دعيني أتحدّث بصراحة: مؤخراً خاصة بعد الخطاب الأخير للسيد حسن نصر الله ، طرح في الإعلام العربي والأجنبي أن مقاتلي حزب الله يقاتلون في سوريا ويدافعون عن الدولة السورية. طبعاً بين قوسين بلغتهم النظام، نحن نقول الدولة لا يوجد نظام. فلنتحدث بشكل منطقي، إذا كان حزب الله يريد أن يدافع عن سوريا أو المقاومة ، سترسل عدداً من المقاتلين، كم ترسل ؟ بضعة مئات، ألف ، ألفين، نحن نتحدث عن معركة فيها مئات الألوف من الجيش السوري ،وعشرات الآلاف من الإرهابيين إن لم يكن أكثر من ذلك، أكثر من مئة ألف لأن العدد مستمر في التزايد. يعني تغذية الأرهابيين مستمرة من قبل الدول المجاورة والدول التي تدعمها من الخارج. فهذا العدد الذي يمكن أن يساهم فيه الحزب للدفاع عن الدولة في معركتها مقارنة بعدد الإرهابيين والجيش ومقارنة بمساحة سوريا لا يحمي النظام ولا الدولة . هذا من جانب، إذا قالوا أنه يدافع عن الدولة، لماذا اليوم.؟ لماذا هذا التوقيت ؟ المعارك بدأت بعد رمضان عام 2011 وتصاعدت حتى وصلنا إلى صيف 2012 وبدأوا بمعركة تحرير دمشق، وحددوا ساعة صفر أولى وثانية وتم إغتيال الضباط الأربعة ، وحصلت عدة عمليات فرار من الدولة في سوريا ، وكان الكثير يعتقد ان ذلك الوقت هو وقت سقوط النظام ولم يسقط. ومع ذلك، لم يتدخّل حزب الله في ذلك الوقت فلماذا يتدخّل الآن؟ هذا جانب. هناك جانب هام، لماذا لم نرَ حزب الله في دمشق وحلب، المعركة الأكبر في دمشق وحلب وليست في القصير. القصير مدينة صغيرة. لماذا لم نره في حمص؟ كل هذه المعطيات غير دقيقة، القصير إستراتيجية، كلّ الحدود إستراتيجية بالنسبة للإرهابيين، كل الحدود تستخدم لتهريب الارهابيين والسلاح. فلا علاقة لكل هذه العناوين التي طُرحت بموضوع حزب الله. إذا ربطنا موضوع ما طرح الآن، النواح والعويل الذي نسمعه الآن في الإعلام العربي، وبتصريحات المسؤولين العرب، وبتصريحات المسؤولين الأجانب حتى بان كي مون صرّح وأصبح خائفا من حزب الله في القصير. هذا كله مربوط بعملية خنق المقاومة، ليس له علاقة بالدفاع عن الدولة السورية، فالتقدم الذي ذكرتيه قبل قليل حقق إنجازات كبيرة جداً في حلب ودمشق وريف دمشق وفي أماكن مختلفة ، ولكن لم نسمع هذا النواح .
سؤال4: طبيعة المعركة التي تقومون بها أنتم وحزب الله في القصير، يؤخذ عليكم أن هذه المعارك تأخذ طابع إقامة ممر آمن يربط الساحل السوري بدمشق وبالتالي هو تمهيد أنه في حال فُرض التقسيم أو تغييرات جغرافية في المنطقة أنها الدولة العلوية، يعني طبيعة هذه المعارك أيضاً إذا كنت تريد أن تتحدث عنها وتربطها بالصراع مع إسرائيل.
الجواب: أولاً الساحل اللبناني والسوري لا يمرّ عبر القصير من الناحية الجغرافية، هذا كلام غير منطقي. النقطة الثانية:
لا أحد يخوض معارك ليذهب باتجاه التقسيم. إذا أردت التقسيم فليذهب باتجاه التقسيم ولكن لا تخوض معارك في كل البقاع السورية وفي مختلف أنحاء سوريا لكي تذهب باتجاه التقسيم، لكي تذهب باتجاه زاوية محددة. سير المعارك لا يوحي بأنّ هناك من يسعى للتقسيم في الدور السوري، بالعكس تماماً، هذه المعارك هي معارك الحفاظ على وحدة سوريا وليس العكس.
النقطة الثانية: أجدادنا جرّبوا هذا الموضوع مع الفرنسيين عندما طرحت فرنسا تقسيم سوريا، فكان أجدادنا منذ عقود واعين للموضوع، فهل من الممكن أن نكون نحن كأحفاد بعد عقود أقل وعياً؟
لا الموضوع أعود واكرر المعركة، وكل ما يحصل في القصير ، وكلّ ما نسمع من عويل مرتبط بموضوع اسرائيل. توقيت معركة القصير مرتبط مع الضربة الإسرائيلية. المطلوب هو خنق المقاومة ، هذه المعركة القديمة الجديدة ،كل مرّة تأخذ شكل من الأشكال. الآن ليس المهم هو القصير كمدينة ، المهم هو الحدود . المطلوب خنق المقاومة برّاً وبحراً، لذلك هنا يُطرح سؤال: يقال بأنّ المقاومة يجب أن توجّه سلاحها باتجاه العدو وبالتالي باتجاه الجنوب. قيل هذا الكلام في 7 أيار حين حاول البعض من عملاء إسرائيل في لبنان أن يمدّوا يدهم على إتصالات المقاومة ، فقالوا إن المقاومة حوّلت سلاحها باتجاه الداخل ، قالوا نفس الكلام عن الجيش السوري بأن الجيش السوري يجب أن يقاتل على الحدود مع إسرائيل. نحن قلنا بشكل واضح جداً بأن الجيش يقاتل العدو أينما وجد. فعندما يكون العدو في الشمال أو يأتي من الشمال، عندها نتحرك باتجاه الشمال أو الشرق أو الغرب . نفس الشيء بالنسبة للمقاومة. لماذا يتواجد حزب الله على الحدود داخل لبنان أو داخل سوريا ، لان المعركة هي معركة مع العدو الإسرائيلي أو مع وكلائه في سوريا أو في لبنان.
سؤال5: دخول إسرائيل على معادلة الأزمة السورية مؤخراً من خلال الغارات الإسرائيلية التي شُنت على ضواحي دمشق. إسرئيل مباشرة ربطت هذه الغارات برسائل ، أنها لا تُريد حرب تصعيدية ، ولا تريد تدخل بالأزمة السورية. هنا السؤال ما الذي تريده إسرائيل ،وأي نوع من التدخل بالمعادلة السورية؟
الجواب: هذا ما يؤكد ما أقوله أنا بأن العملية مرتبطة بخنق المقاومة بالدرجة الأولى، يعني حتى التدخل الإسرائيلي مع الإرهابيين أو دعمها للإرهابيين، كان يهدف إلى شيئين:
أولاً خنق المقاومة ، وثانياً ضرب الدفاعات الجوية السورية ، وهذا يؤكد على أنّ إسرائيل تهدف لهذين الهدفين، لا يهمّها الباقي.
سؤال6: طالما سيادة الرئيس أهداف إسرائيل واضحة، أُخذ على القيادة السورية وعلى الدولة السورية الردّ الضعيف. كان الكل يترقّب الرد السوري، كان في تصريح للحكومة السورية نحتفظ بحق الرد في المكان والزمان المناسبين، لماذا لم يكن الردّ مباشرة وتلقائياً ،وهل يكفي ما سُرّب عن مصدر رفيع أنّ الصواريخ وجّهت إلى العدو الإسرائيلي ، وأن أي إعتداء سيقابل بالرد دون الرجوع إلى القيادة؟
الجواب: نحن أبلغنا كل الجهات التي إتصلت معنا العربية والأجنبية وأغلبها أجنبية بأننا سنردّ في المرة القادمة. طبعاً حصل هناك أكثر من ردّ ومحاولات خرق إسرائيلية، وتمّ الرد عليها بشكل مباشر ، لكن الردّ المؤقت ليس له قيمة، يعني يكون ردّا طابعه سياسي. نحن إذا أردنا أن نردّ على إسرائيل يجب أن يكون الردّ إستراتيجي.
سؤال7: كيف عبر فتح جبهة الجولان مثلاً؟؟
الجواب: هذا يعتمد أولاً على الحالة الشعبية، هل تسير الحالة الشعبية باتجاه المقاومة أم لا؟
سؤال8: كيف تسير الأمور الآن في سوريا؟
الجواب: هناك ضغط شعبي واضح باتجاه فتح جبهة الجولان للمقاومة بكل إختصار. وهناك حماس حتّى عربي، يعني أتتنا وفود عربية تقول: أين يُسجّل الشباب ؟ يريدون أن يأتوا يقاتلوا إسرائيل. طبعاً عملية المقاومة ليست عملية بسيطة، ليست هي فقط فتح جبهة بالمعنى الجغرافي. هي قضية عقائدية سياسية إجتماعية وبالمحصلة تكون قضية عسكرية.
سؤال9: سيادة الرئيس، إذا ما أخذنا بعين الإعتبار ما حدث في الجولان من ناحية إستهداف الآليات العسكرية التي تخطت خط الإشتباك. هل هذا يعني أننا أمام تغيير في قواعد اللعبة بقواعد الإشتباك. وإذا كنّا كذلك، ما هي هذه المعادلة إذا صحّ التعبير؟
الجواب: التغيّر الحقيقي في قواعد الإشتباك ، هو عندما يكون هناك حالة شعبية تذهب باتجاه المقاومة. أي تغيير آخر هو تغيير مؤقت، إلا إذا ذهبنا باتجاه حرب. أي ردّ من أي نوع يكون معنوياً او بالظاهر تغيير في قواعد الإشتباك ، لكن أنا لا أعتقد أنه كذلك. التغيير الحقيقي هو أن يذهب الشعب باتجاه المقاومة. هذا هو التغيّر الجذري أو الدراماتيكي إذا أردنا القول.
سؤال 10: ألا تعتقد أنّ هذا الكلام جاء متأخراً ، يعني لماذا بعد أربعين عام من أنّو كان في تهدئة وكان في هدنة في الجولان، الآن يتمّ الحديث عن تحريك هذه الجبهة، عن معادلات جديدة، وعن قواعد لعبة جديدة ؟
الجواب: هم يتحدّثون دوماً عن أن سوريا تغلق الجبهة أو تفتح الجبهة، الدولة لا توجد مقاومة لا تخلق مقاومة، إن لم تكن المقاومة عفوية وشعبية فهي ليست مقاومة ، ولا يمكن أن تُصنع. الدولة إما تدعم أو تُعرقل ، لنقل كما يحصل في بعض الدول العربية . لكن أنا أعتقد بأن الدولة التي تقف في وجه المقاومة هي دولة متهورة. فليست القضية أن سوريا قررت بعد أربعين عاماً أن تذهب في هذا الإتجاه. هناك جيش يقوم بواجبه وبالتالي بالنسبة لي الحالة لنقل الفكرية بالنسبة لي المواطنية أن هناك من يقوم بهذا الواجب، يعمل من أجل تحرير الأرض. لو لم يكن هناك جيش كما حصل في لبنان ، عندما كان هناك جيش منقسم ودولة منقسمة خلال الحرب الأهلية ، لكانت ظهرت المقاومة منذ زمن طويل. الآن في هذه الظروف، هناك عدة عوامل تدفع بهذا الإتجاه، أولاً الإعتداءات الإسرائيلية المتكررة ، هي عامل أساسي في خلق هذه الرغبة وهذا الدافع . وثانياً هو إنشغال الجيش في القوات المسلحة بأكثر من مكان على الأرض السورية ، وهذا يعطي شعورا للكثير من المواطنين أنّ من واجبنا الآن نحن بالتحرّك في هذا الإتجاه لكي ندعم القوات المسلحة على إتجاه الجولان.
سؤال 11: سيادة الرئيس، نتنياهو قال إنّ إسرائيل لن تتوانى عن توجيه ضربة إلى دمشق في حال تمّ رصد نقل أسلحة كاسرة للتوازن إلى حزب الله في لبنان. في حال نفّذت إسرائيل هذه التهديدات، أريد ردا مباشرا منكم ماذا ستفعل سوريا؟؟
الجواب: كما قلت نحن أبلغنا الدول الأخرى بأننا سنردّ على الضربة بضربة. طبعاً من الصعب تحديد الآن أي نوع من الوسائل ستستخدم من الناحية العسكرية، هذا متروك للقيادة العسكرية. ولكن نحن نضع عدة إحتمالات ، هذا يعتمد على الظرف في توقيت الضربة، ما هو الظرف الذي يسمح باستخدام طريقة معينة أو سلاح معين بطريقة أكثر فعالية من سلاح آخر أو طريقة أخرى.
سؤال 12: سيادة الرئيس، بعد الغارة الإسرائيلية الأخيرة على دمشق تمّ الحديث عن أسلحة س 300 وأنه سلاح كاسر للتوازن. وبناء على الحديث عن هذا الموضوع، نتنياهو زار موسكو. السؤال المباشر: هل هذه الصواريخ في طريقها إلى دمشق ؟ هل هذه الصواريخ باتت سوريا تملكها الآن؟؟
الجواب: نحن لا نعلن عن الموضوع العسكري عادة ، ما الذي يأتينا ، أو ما هو الموجود لدينا ، ولكن بالنسبة لروسيا، العقود غير مرتبطة بالأزمة، نحن نتفاوض معهم على أنواع مختلفة من الأسلحة منذ سنوات، وروسيا ملتزمة مع سوريا بتنفيذ هذه العقود. وأريد أن أقول لا زيارة نتنياهو ولا الأزمة نفسها ولا ظروفها أثّرت على توريد السلاح، فكل ما إتفقنا به مع روسيا سيتمّ ، وتمّ جزء منه في الفترة الماضية، ونحن والروس مستمرون بتنفيذ هذه العقود.
سؤال 13: تحدّثنا عن صمود القيادة والدولة السورية، تحدّثنا عن تقدم يتمّ إحرازه في الميدان، عن تعزيز التحالف بين سوريا والمقاومة. كلّ هذا يسير على جبهة ، في الجبهة المقابلة هناك حراك دبلوماسي في المياه الراكدة منذ عامين ونصف. قبل أن نتحدّث وندخل في محور جنيف والخطوط الحمراء التي تضعها سوريا، كان هناك طرح بسيط قدّمه رئيس الإئتلاف المستقيل معاذ الخطيب ، أنّه يسمح للرئيس السوري مع خمسمئة شخصية يتمّ إختيارها خلال عشرين يوما ان يغادروا الأراضي السورية وتنتهي الأزمة. لماذا لا تلجأون إلى تلبية هذا المطلب وتنتهي الأزمة ؟؟
الجواب: دائماً تحدّثت بمبدأ أساسي ، أنّ قرار وجود الرئيس أو ذهاب الرئيس مرتبط بالشعب السوري، فأي شخص يتحدث بهذا الموضوع ، يجب أن يعلن من يمثل ، هو من الشعب السوري، يمثل الشعب السوري؟ هل هو مفوّض من الشعب السوري أم ماذا؟ هذه المبادرة لم أقرأها، سمعت على الهواء، كنت سعيدا جداً أنهم أعطوني عشرين يوماً وخمسمئة شخص ، ولكن لست متأكداً من طرحه، هو أم شخص آخر، أنا لا أعرف ، ولا أهتمّ كثيراً بالأسماء.
سؤال 14: يعني سيادة الرئيس هو بكل الأحوال طرحها ، وقال إنه عشرين يوما وخمسمئة شخصية بلا ضمانات. يعني مغادرة إلى الخارج ولكن نحن لا نضمن القضاء كيف سيلاحق. بأي حال سيادة الرئيس، هذا ما يدخلنا إلى محور المفاوضات، نحن نتحدث عن مؤتمر جنيف 2، تمّ الحديث وإعلان الموافقة المبدئية من قبل القيادة والحكومة السورية على الخوض بهذا المؤتمر. كلمة مفاوضات، يعني نحن في نهاية المطاف في طاولة إذا ما عقد هذا الإجتماع، هناك العلم السوري وعلم هذه الجماعات المعارضة. كيف ستقنع الشعب السوري بعد عامين ونصف أنك تجلس جنباً إلى جنب على طاولة مفاوضات واحدة مع هذه المجموعات؟
الجواب: أولاً بالنسبة للعلم، أقول دائماً أن العلم ليس له معنى إلا للشعب الذي يمثله. عندما نضع علما على الطاولة في أي مكان نقول من هو الشعب الذي يرتبط بهذا العلم. هذا السؤال نستطيع أن نسأله لمن يريد أن يضع أعلاماً سورية في سماء سوريا غير العلم السوري الرسمي، فلا قيمة لكل هذا العلم عندما لا يعبّر عن شعب. هذا جانب ومن الجانب الآخر ، نحن كوفد سنذهب إلى هذا المؤتمر بصفة رسمية ممثلين شرعيين للشعب السوري. فهم يمثلون من؟ نحن عندما ينتهي المؤتمر نعود إلى سوريا نعود إلى منازلنا نعود إلى شعبنا. هم عندما ينتهي المؤتمر لمن يعودون؟ إلى الفنادق خمس نجوم أم إلى وزارات الخارجية في الدول التي يمثّلونها والغير سورية طبعاً لكي يقدموا لها التقارير، أم إلى مخابرات تلك الدول؟
فلذلك عندما نذهب إلى هذا المؤتمر، يجب أن نعرف بشكل واضح جزءا من الذين سيجلسون على هذه الطاولة. انا أقول جزءا لأن صيغة المؤتمر غير واضحة حتى الآن. ما هو موقع المعارضة السورية الوطنية؟ ما هو موقع المعارضة والأحزاب الأخرى الموجودة في سوريا وغيرها من الأسئلة؟ ولكن المعارضة الخارجية التي تتحدثين عنها وعن علمها، نحن نعرف أننا نذهب لكي نفاوض الدول التي تقف خلفها وليس لكي نفاوضها. عندما نفاوض العبد بالمظهر فنحن نفاوض السيد بالمضمون . هذه هي الحقيقة ، ونحن نعرف، ويجب أن لا نختبأ خلف أصابعنا. هذه هي الحقيقة.
سؤال 15: هل عندكم قناعة في القيادة السورية أن طاولة المفاوضات حتماً ستُعقد ، وستتمّ هذه المفاوضات الشهر القادم؟
الجواب: نتوقّع، إلا إذا كان هناك عرقلة من باقي الدول. بالنسبة لنا في سوريا، أعلنا منذ يومين بالمبدأ نحن متفقون على حضور..
سؤال 16: هذه الكلمة " بالمبدأ" الموافقة المبدئية ، لماذا هناك حساب لخط الرجعة؟؟
الجواب: لان مبدأ المؤتمر صحيح، لكن ما هي التفاصيل؟ هل هناك تفاصيل؟ هل هناك شروط ستوضع قبل المؤتمر مثلاً. لو وضعوا شروطا ربّما نرفض هذه الشروط فلا نذهب. ولكن مبدأ المؤتمر صيغة اللقاء هي صيغة جيّدة ، هذا ما نقصده بالمبدأ.
السؤال 17: دعنا سيادة الرئيس نتحدّث عن الشروط التي تضعها القيادة السورية ؟ ما هي شروط سوريا؟
الجواب: بكل بساطة ، الشرط الوحيد هو أنّ أي شيء يُنفّذ على خلفية أي لقاء سواء داخلي أو خارجي بما فيه المؤتمر يخضع لرأي الشعب السوري والإستفتاء الشعبي السوري. هذا هو الشرط الوحيد الحقيقي، أي شيء آخر ليس له قيمة. لذلك نحن نذهب مرتاحون، لا يوجد لدينا أية عُقد، يستطيعون أن يطرحوا أي شيء، ونستطيع أن نطرح أي شيء، ولكن أي شيء لا يُنفّذ إلا برغبة الشعب السوري. وطالما أننا نمثّل الشعب شرعياً وبشكل شرعي لا نوجد شيء نخاف منه.
سؤال 18: دعنا سيادة الرئيس نوضّح يعني هناك الكثير من اللبس أُثير حول جنيف 1 وجنيف 2 ، حول المرحلة الإنتقالية ، ودور الرئيس السوري بشار الأسد في هذه المرحلة؟ هل أنتم على إستعداد للتنازل عن كامل صلاحياتكم للحكومة الإنتقالية؟ وكيف تفهمون هذا المصطلح اللبس إذا صحّ التعبير؟
الجواب: هذا ما أوضحته في المبادرة التي أطلقناها في الشهر الأول من هذا العام. هم يقولون يريدون حكومة إنتقالية لا دور للرئيس فيها، طبعاً الرئيس لا يرأس حكومة، في سوريا نحن في نظام رئاسي ، الرئيس في رئاسة الجمهورية ، وهو لا يرأس الحكومة، هناك رئيس للحكومة. هم يريدون حكومة بصلاحيات واسعة، الدستور السوري يعطي الحكومة صلاحيات كاملة ، والرئيس هو القائد العام للجيش والقوات المسلحة. وهو رئيس مجلس القضاء الأعلى . اما باقي المؤسسات فكلّها تتبع بشكل مباشر إلى الحكومة. أما تغيير صلاحيات الرئيس، فهذا يخضع للدستور، فالرئيس لا يستطيع أن يتنازل عن صلاحياته. هو لا يملك الدستور، الدستور بحاجة لاستفتاء شعبي. هذه الأشياء عندما يريدون طرحها، تطرح في المؤتمر ، وعندما نتفق على شيء إذا إتفقنا، نعود ونطرحها باستفتاء ، ونرى ما هو رأي الشعب السوري وعندها نسير، ولكن أن يطلبوا مسبقاً تعديل الدستور فهذا الشيء لا يقوم به لا الرئيس ولا الحكومة. ونحن غير قادرين عليه ، ولا يحق لنا دستورياً القيام بهذا العمل.
سؤال 19: سيادة الرئيس بصراحة، كل المواقف المعارضة، كل خصومكم السياسيين قالوا أنهم لا يريدون دورا للأسد في المرحلة القادمة أو مستقبل سوريا ، هذا ما قاله سعود الفيصل والأتراك والقطريون وكذلك المعارضة السورية. هل سيترشح الرئيس الأسد في 2014 للإنتخابات الرئاسية القادمة؟
الجواب: أنا أعرف أنّ سعود الفيصل مختص بالقضايا الأميركية ، ولا أعرف إذا كان يعرف شيء عن القضايا السورية. لا بأس إذا كان يريد أن يتعلمها لا بأس. أما بالنسبة لرغبات الآخرين، أعود وأقول أنه لن يكون هناك رغبة سوى رغبة الشعب السوري. أما الترشيح فطرح من قبل البعض ، أنه يفضل ألا يترشح الرئيس لانتخابات 2014 . قلت هذا الموضوع يحدد في ذاك الوقت، ما زال التوقيت باكراً لطرح مثل هذا الموضوع، ولكن عندما يأتي التوقيت وأشعر أن هناك حاجة للترشيح، طبعاً هذه الحاجة يحدّدها مرة أخرى تواصلي مع المواطنين ، وشعوري بأنهم يرغبون بهذا الترشيح، فلن أتردد. أما إذا شعرت بأن الشعب السوري لا يريدها ، فمن البديهي أن لا أترشح ، فهم يضيعون الوقت في هذا الحوار.
سؤال 20: سيادة الرئيس أشرت إلى وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، هذا ما دفعني إلى التساؤل عن علاقة سوريا مع السعودية مع قطر مع تركيا لا سيما إذا أخذنا بعين الإعتبار موقفهم الأخير في اللجنة العربية الوزارية، كان شبه معتدل لم يطالبوا بشكل معلن وصريح برحيل الرئيس الأسد. هل تلمسون أي تغيير أو دعم من هذه الدول للحل السياسي للأزمة السورية؟ وهل سوريا على إستعداد من جديد للتعاطي مع الجامعة العربية علماً أن الحكومة السورية طلبت مؤخراً إعتذار من الجامعة العربية؟
الجواب: بالنسبة للدول العربية، نرى تغيرات مؤقتة ترتبط بالخطاب ولا ترتبط بالممارسات. الدول التي تدعم الإرهابيين لم تتغير، ما زالت تدعم الإرهابيين بنفس المقدار. تركيا أيضاً لا يوجد شيء جدي. بالنسبة لقطر فهي في نفس الموقع، موقع الممول البنك الذي يقدم أموالا للإرهابيين وتدعم عبرها تركيا. ففي الواقع لا يوجد أي تبدل. أما بالنسبة للجامعة العربية ، فهي يعني بالنسبة لنا في سوريا لم نبنِ عليها أمالاً حتى في العقود الماضية. كنا بالكاد نتمكن من نزع الألغام في الإجتماعات المختفلة سواء على مستوى القمة أو على مستوى وزراء الخارجية. فهل سنتوقع منها بعد المواقف الأخيرة أن تلعب دورا؟ نحن نتواصل مع الجميع ، ونتعاطى مع الكل ، لا نغلق الأبواب، ولكن في الواقع يجب أن نكون واقعيين، يجب أن نعرف بأن هذه الجهة غير قادرة على التقديم خاصة أن جزءا كبيرا من الدول العربية هو غير مستقل وتأتيه أوامر من الخارج ، البعض منهم معنا بالقلب لكن ليس معنا بالتطبيق وبالقرار. لذا نحن لا نبني آمالا على الجامعة العربية لنكن واضحين.
سؤال 21: هذا يدفعنا إلى التساؤل إذا كان الجو العربي على هذه الصورة وهذه الشاكلة، التطورات في الميدان والصمود كذلك ومؤتمر جنيف وطاولة المفاوضات. السؤال هنا الأساسي، ماذا إذا فشلت المفاوضات السياسية، ما هي تداعيات فشل المفاوضات السياسية ؟
الجواب: هذا الإحتمال وارد جداً، يعني هناك دول تعرقل هذا الإجتماع من الأساس، ولو لم تكن محرجة لما ذهبت ، وهي ضد أي حوار لا داخل سوريا ولا خارج سوريا. فهذا الإحتمال حتى الروسي في أكثر من تصريحات يعني خفف من التوقعات بالنسبة لهذا المؤتمر. يعني يجب أن نكون أيضاً دقيقين في تعريف هذا الحوار، ما علاقة هذا الحوار بما يحصل على الأرض. معظم هذه القوى التي تتنطّح للحديث عما يحصل في سوريا ليس لها علاقة بالداخل السوري، ليس له علاقة حتى بالارهابيين مباشرة، والإرهابيون يرتبطون مباشرة بهذه الدول في بعض الحالات، وفي بعض الحالات هي عبارة عن عصابات تأخذ الأموال حسب ما تقوم به من أعمال تخريبية ، ففشل المؤتمر لا أعتقد أنه سيغير كثيراً من الواقع داخل سوريا، يعني هذه الدول لا بمؤتمر ولا بغير مؤتمر سستوقف عن الدعم ، والعصابات لن تتوقف عن التخريب.
سؤال 22: سيادة الرئيس الأحداث في سوريا بدأت تنتقل إلى دول الجوار، يعني المتابع المشهد العراقي ، التفجيرات في الريحانية في تركيا وكذلك الحال في لبنان ، عندنا الأحداث في طرابلس وعرسال ، ومشاركة حزب الله في القصير. كيف تقارب سوريا الملف اللبناني ، وهل تعتقد سياسة النأي بالنفس ما زالت سارية المفعول وما زالت مقبولة؟
الجواب: لنسأل أسئلة من واقع الأمور في سوريا وفي لبنان عن سياسة النأي بالنفس لكي لا يقال أنني أقيّم هذه السياسة صحيحة أو غير صحيحة. نسأل سؤالا بسيطا، هل تمكّن لبنان من منع التدخل اللبناني في سوريا؟ هل تمكن من منع تهريب الإرهابيين والسلاح إلى سوريا؟ أو من إعطائهم الملجأ من سوريا إلى لبنان؟ لم يتمكن، في الواقع الكل يعرف بأن لبنان كان مساهما في الأزمة السورية بشكل سلبي. مؤخراً هل تمكن لبنان من حماية نفسه من تداعيات الأزمة السورية على لبنان وفي طرابلس والصواريخ التي بدأت تهطل على مناطق مختلفة من بيروت أو حول بيروت. عملياً، لا هذا ولا ذاك ، فعن أي نأي بالنفس نتحدث: نأي لبنان بنفسه شيء ونأي الحكومة بنفسها شيء آخر. عندما تنأى الحكومة بنفسها عن موضوع معين ، وهذا الموضوع يهم ويخص ويؤثر على المواطنين ، فهي تنأى بنفسها عن المواطنين. أنا لا أتحدث الآن نقداً للحكومة اللبنانية ، أنا أتحدّث مبادىء عامة. لا أريد أن يقال بأنني أنتقد الحكومة اللبنانية، لو كانت الحكومة السورية أرادت أن تنأى بنفسها عن قضايا تهم الشارع السوري لفشل هذا الموضوع عندما تحصل المشكلة في بلد جار. عندما يكون منزل جاري يحترق فلا أستطيع أن أقول بأنه لا علاقة لي. هذه النار ستنتقل إلى منزلي، فلذلك، نحن لا نعتقد بأن هذا الكلام ممكن من الناحية الواقعية.
سؤال 23: ماذا تقول لمحبي محور المقاومة ؟ يعني نحن في أجواء الإحتفال بذكرى الإنتصار ، في أجواء الوعد بالنصر التي تحدّث عنها السيد حسن نصر الله. أنتم تتحدثون بلغة الواثق؟ ماذا تقول لعموم هذا الجمهور؟ هل نحن أمام الخروج من النفق المظلم؟
الجواب : أنا أعتقد بأن الإنتصار الأكبر الذي حققته المقاومات العربية خلال سنوات وعقود هو إنتصار بالدرجة الأولى فكري. ما كان قادر على النجاح عسكرياً لولا النجاح والصمود في وجه حملة من تسويق وتشويه المفاهيم في هذه المنطقة. في لبنان ، كان هناك مصطلح يقول أن قوة لبنان في ضعفه قبل الحرب الأهلية. يعني هذا يشابه أن يقال أن الإنسان بغبائه أو أن الشرف يمر عبر الفساد، هذا تناقض غير منطقي. أتت إنتصارات المقاومة المختلفة في أكثر من مفصل لكي تؤكّد بان هذا الطرح غير صحيح. ضعف لبنان في ضعفه وقوة لبنان بقوته. قوة لبنان بمقاومته، وقوة لبنان بهؤلاء المقاومين الذين تحدثت عنهم. نحن اليوم بحاجة لهذا الفكر ولهذا الصمود وللأعمال التي يقوم بها المقاومون في هذه المرحلة أكثر من أي مرحلة أخرى، لأن الأحداث مرّ بها الشرع العربي خلال سنتين أو أكثير بقليل ضربت المفاهيم لدرجة أن البعض من العرب نسى بأن العدو هو إسرائيل. وأصبح العداء داخلي ومحلي، طائفي وإقليمي وقومي وغير ذلك. فنحن اليوم نعوّل على هؤلاء المقاومين بتذكير الشعوب العربية أو الشعب العربي من خلال إنجازاتهم بأن عدونا ما زال في نفس المكان. أما بالنسبة لثقتي بالانتصار، فلو لم يكن لدينا الثقة بالانتصار لما كان لدينا القدرة على الصمود والقدرة على أن نستمر في هذه المعركة بعد سنتين من هجوم دولي عالمي، ليس عدواناً ثلاثياً كما حصل عام 1956 وإنما حقيقة حرب عالمية على سوريا والنهج المقاوم ، ولذلك فان ثقتنا بالنصر أكيدة ، وأنا أؤكد لهم بان سوريا ستبقى كما كانت ، بل أكثر من قبل داعمة للمقاومة والمقاومين في كامل العالم العربي.
أهلاً وسهلاً بك، وأريد أن أهنئ قناة المنار، هذه القناة المقاومة في ذكرى التحرير، أهنّئ أيضاً الشعب اللبناني، وأهنئ كل مقاوم في لبنان.. أهلاً وسهلاً بكم ..
0 تعليقات
أهلا وسهلا ومرحبا بك في موقع تغطية مباشر : ضع ردا يعبر عن اناقة أخلاقك ، سنرد على اي استفسار نراه يحتاج الى اجابة ، ادعمنا برأيك وضع تعليقا للتشجيع ..