خطبة جمعة مكتوبة عن فضل عشر ذي الحجة اهميتها وفضلها وقيمتها والاعمال المفضله فيها الخطبة الأولى :
الحمد لله مدبرِ الليالي والأيام، ومصرِّفِ الشهور والأعوام، المتفرِّدِ بالكمال والتَّـمام، أبصَرَ ما في بواطنِ العُروق و دواخلِ العِظام، سمع ألطف القول وأخفى الكلام ، إله عظيم الإنعام ، ورب قدير شديد الانتقام ، وأُصلِّي وأسلّم على نبيه محمد ؛ أخشع من صلى وقام ، وأتقى من حج وصام ، وأُثنّي بالصلاة والتسليم على آله الميامين ؛ ما أضاء برقٌ ولاح ، وما اتصل ليل بصباح ، وما غرّد قُمريٌ وناح ، وما نادى المنادي ( حي على الصلاة ، حي على الفلاح ) ، وما غدا غادٍ إلى المسجد أو راح ، أما بعد :
فمعاشرَ المسلمين.. أوصيكم ونفسي المقصرةَ بوصيةِ الله للأولين والآخِرين، وصية تقّطعت لنيلِها قلوبُ العُبَّاد، وذرفت خشيةَ العِثارِ دونَها عيونُ النُّسّاك، وكان أَولاهُم بها، وأوثقُهُم تلقِّياً لمُكمِّلاتِها؛ محمد صلى الله عليه وسلم إمامُ العبّاد والنساك، قال الله تعالى :
﴿ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم إنِ اتقوا الله ﴾ .
وحقيقةُ التقوى ؛ أن يجعل العبد المسلم بينه وبين عذاب الله وقاية، تكون سبباً لحمايتِهِ ، وذلك لا يتأتَّى إلا لمن التزم ما أمر الله به ، وانتهى عما نهى الله سبحانه عنه ..
وتفاصيلُ تلك التقوى على القلوب والأبدان لا يُحصيها إلا من حقَّق مقام العبودية عِلما وعملاً باختلاف مراتِبِها.
ومن أعظمِ تلك المراتب : معرفةُ أوجبِ الواجبات، وأهمِ المهمات ، وهو : معرفة حقيقةِ دينِ الإسلام ، والاعتناءُ بذلك في جميعِ الأحيان ، وتجديدُهُ في كل الساعات ، إذ بصِحَّتِهِ واستقامتِهِ ، يستقيم للعبد جميع فرائضه ونوافله ،وبالخلل يحصل الاضطراب في نظامِ توحيدهِ ؛ بل في جميعِ مقاصده .
فأسألُ الله أن يمنَّ علينا بها ..
ومن تلك المراتب : ملاحظةُ فرائدِ ونفائسِ الأوقات في تضعِـيفِ أجورِ العبادات ، لأن الله تعالى لم يجعل فرائضَ العبادات متتاليةً ـــ و هذه نعمةٌ وفضل ـ لأن من طِباع البشر ـ وهم خلقٌ ضعيفٌ يكلُّ ويملّ ـ أنهم لا يستطيعون أن يجعلوها شُغُلَهُم الشَّاغل..
وعلة ذلك أيضاً أن الله سبحانه قدَّر عليهم أموراً و واجباتٍ يلزمهم القيام بها وتحـقيقُها ؛ لضمانِ استمرارِ عباداتِهم على وجهٍ لا إهمالَ يلُفُّهُ ..
ومن أجل ذلك كلِّه تخوَّلنا بمواسمَ يجتهد العبد فيها لربِّه ، يُهِــلُّ الودودُ الكريمُ البَـرُّ الرحيمُ كرمَه ، وجودَه ، وإحسانَه على عبادِهِ الفقراءِ أمثالنا ...
وفيها يُجدِّد العبدُ العلاقةَ مع مولاه ، وذلك بالانقطاعِ له سبحانه ، وتركِ الملذات الفاضلات ، وهجرانِ الشهوات ، والانكبابِ على الطاعة والتماسِ مواطنِ الرحمة والصفح ..
فحريٌ بكلِّ مسلمٍ عاقلٍ عالمٍ بمغبَّاتِ الدنيا ومصائبـِها ، أن يستغلَّ هذه الدُّررَ من اللحظاتِ ؛ ثوانيها قبل دقائِقِها وساعاتِها ؛ حتى تُدَّخر له نوراً عند الله من الباقياتِ الصالحات ..
اللهم آمين ..
ومن أخصِّ رياضِ الخيراتِ والعطايا وأوفرِها حظَّاً ( رمضان ) وقد انصرم بما يحمل في طياتِهِ من خيرٍ بذلَه العاملون المخلصون ، ومن سوءٍ اجترحَهُ واكتسبه الخاسرون الكادحون ﴿يا أ يـَّها الإنسان ُ إنك كادح ٌ إلى ربِّك كدحاً فمُلاقيه ﴾فإما خيرٌ تملأُ عينيك منه ، أو شرٌّ تراه بارزاً شاخصاً ، تمنّيتَ لو أن بينك وبينه بُعد المشرقين ...
فاللهم تقبّل صيامنا وقيامنا ..
ومن المراتعِ البهيّةِ ، العامرةِ بالمسرَّات والجوائزِ ( أيامكم هذه ) الأوائلُ العشرِ من شهرِ ذي الحجة . قال الله : ﴿والفجرِ. وليال عشر ﴾.
قال ابن كثير: المراد بها عشر ذي الحجة قاله ابن عباس وغيره .
أقسمَ الله بها لعِظَم أمرِها ، وجليلِ قدرِها وفضلِها ، ونبيكم محمد صلى الله عليه وسلم قال عنها : (ما من أيام أعظم عند الله سبحانه ، ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر) وقد انقضى منها ما يربوا عن النصف ، ورأَيْنا جميعاً حال الناس ؛ فالبعض ألهتْهُ الدنيا بجَهَدِها ولَمِّ شتاتِها ؛ من أن يُخصِّصوا جزءاً ولو يسيراً لهذا الفضل ، خاصةً في أمرِ الصلاة ثاني أركانِ الدين ..
وكيف لا نقلق ، ولا نشير لهذا الشأن ، ونـُلْمِـحُ لأمرٍ جَلَل ،ونحن نرى صفوف المصلين في المساجد لا زالت تزخَرُ وتكتضُّ بالكهول الصادقين ، وبعضِ الشباب الصالحين ، وبمُضَاعَفِ عدَدِهم في مختلف السُّبُلِ والطُرُق ، أو في البيوتاتِ كالأبكارِ والعوانس ؛ حُجَّتُهُم داحضةٌ ، وصنائِعُهُم تَبَاب ، أو كأصنمةِ قريشٍ لكن ليست حوالَيَّ الكعبة ؛ بل أمامَ القنوات الفضائِحيةِ التي تضمُّ بين أروِقَتِها ( خبيث وخبيثة يُعلنان الفاحشةَ بوقاحة ، ومسلسلاتٍ آثمة ، وأغانٍ ساقطة ، وسهراتٍ
فاضحة ، وقصصٍ داعرة ، وعباراتٍ مثيرة ، وحركاتٍ فاجرة ، وإغراقٍ في المجون ، لا رقيب ولا حسيب ، ولا راعٍ للرعية ..) (1) .
آلنصر والتَّــمكين يكون حليفَ أمةٍ هذا حالها ؟! وتلك بضاعةُ أفرادِها ؟!
قيل ليهوديٍّ : أن الإسلام بأهلِهِ قادم إليكم، وسيدُكُّ صروحَ إسرائيل، ويطردونكم من الأرض المقدَّسة . أتدرون ماذا أجاب ؟
قال هذا صحيح ؛ ولكنهم كما أُخبرنا في كُتُبِنا وأسفارِنا، أن اكتضاضَهم لصلاة الفجر في المسجد، مثل اكتضاضِــهِم لصلاة الجمعة .
ضيعوا ركن الدين، وأساسَهُ المتين ، متى ؟؟
في موسمِ العفوِ والغفرانِ والتعرُّضِ لنسائمِ الصفحِ والإيمان ... يا للعجب !!
الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم مبيِّـناً العلامةَ الفارقةَ بين المسلم وبين من لعنهم الله وغضب عليهم وأعدَّ لهم جهنم وساءت مصيرا ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة ، فمن تركها فقد كفر ) ...
اعلموا رحمني الله وإياكم:
رقيُّ الأمةِ، وتأييدُ قُواها، وتأمينُ عُدَّتِها، قائمٌ ــ بعد التوحيد ــ على إقامةِ الصلاة؛ بما تعنِــيهِ كلمة ( إقامة ) من معنىً مرادٍ للشارع الحكيم..
فإن صفوف المصلّين في جميع الأمكنة، هي الصفوفُ التي لازالت تُخيف الأعداء، وهي التي يُخطط لتدميرها العلمانيون وأذنابُهُم، وإلا لكانت الأمةُ الإسلامية في إحدى أسطرِ كُتُبِ ( المواضي والذكريات )..!
قال ابن تيمية (( اتفق الأنبياء على فرضية الصلاة ، واختلفوا في هيئاتِها عندهم )) وقال : (( فرض الله العبادات كلَّها في الأرض إلا الصلاة )) .
فكفى عبثاً بالصلاة : لأجل دنياً ظلها زائل .
فكم راحةٍ أتعبَت أهلها وكم دَعَةٍ نتجت عن تعبْ
أنتم أنتم لا غيركَم أعني ( أيها الهازلون ) دعوا المصلحين يُكْمِلون مسيرَ موكبٍ قادَ أولَّ أشواطِهِ محمد صلى الله علي وسلم ،فجراحُ الأمةِ غائرةٌ ،قتلٌ وتجويع ، هتكٌ للحرمات الممنوعةِ ديناً وقانونا ، وسلبٌ للممتلكات ..
أيها الهازلون ؛ لازلتم تعطِّلون وتعرقلون حركةَ المصلحين ، ففيقوا وأفيقوا .
كلما انطلق الأخيارُ خطوة ؛ أرجعتموهم ألفَ ميل !!
فاللهَ اللهَ بالرَّشادِ ، فإن بابَ الله مفتوح ، وجودَه لطالِبـِهِ ممنوح ، وإلا يكن ما طلبناه ؛ فلا تلُم إلا نفسك ، وابكِ على ذنبــِـك طولَ عُمُرِك ...
ومن العجائب والعجـائبُ جمَّةٌ قُرب المكــــان وما إليه سبيلُ
كــالعِيسِ يقتـــُلُها الظما والـماء فوق ظــهورِها محمولُ ...
الخطبة الثانية :
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين :
ومن الأمور التي ينبغي أن نُخصِّص لها جزءا من وقتِنا اليومي في هذه الأيام الفاضلات (الصوم ) ، قال الله تعالى في الحديث القدسي (] كل عمل ابن آدم فهو له إلا الصوم فإنه لي ، وأنا أجزي به .. ( فيُستحب صومُ هذه الأيامِ أيُّما استحباب ، قال الإمام النووي ـ رحمه الله ـ (( يستحب صوم أيام العشر استحبابا شديدا)) وقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح فضلَ صوم النافلةِ فقال : (( من صام يوما في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا )) أي سبعين سنة.
وثبت من حديث هنيدةَ بنِ خالدٍ رضي الله عنه عن امرأتِهِ عن بعض أزواجِ النبي صلى الله عليه وسلم قالت (( كان رسول الله يصوم تسع ذي الحجة، ويومَ عاشوراء ، وثلاثةَ أيام من كل شهر )) ، وغداً هو يومُ عرفة الذي احتسَبَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن صيامَه يكفِّرُ السنةَ الماضية والقابلةَ ، فاحرصوا على صومِه ، يارعاكم الله ...
والصوم بالنسبة للمسلم ـ ذكراً وأنثى ـ قد يَحمِلُهُ على الإرهاق والضعف، فلذلك كان للصابر عليه أجراً لا يُحصِّلُهُ إلا هو ؛ مع من أنعمَ الله عليهم ..
ومن أعزِّ القُربات وأقربـِها للفطرة الإحسان إلى الوالدين ، قال ابن مسعود : (( سألتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أي العمل أحبُّ إلى الله ؟ قال الصلاة على وقتِها . قلتُ ثم أي ؟ قال برُّ الوالدين )) فالبر فريضةٌ لازمة ، وواجبٌ مُتَحَتِّمُ الإيقاعِ ، والعقوق ذنبٌ عظيم ، حرام شرعا ، ومَنْقَصَةٌ طبعاً..
ودليل جليلِ أمرِ البِرِّ للوالدين قول الله تعالى ﴿ وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ﴾ فقرن الله حق الوالدين بحقه سبحانه ، وهو حق توحيده .
فأعظم الناس مِنَّـــةً ، وأكبرُهُم نعمةً على المرء ؛ والداهُ اللذانِ تسبَّبا في وجوده، واعتنيا به . فأمُّه تحمله تسعةَ أشهر في بطنِها ، تعاني ألمَ الوحمِ وثقلَ الحـمل ، ثم تضعه كرها، تشاهد الموت وتقاسي الأسقامَ والآلام ما الله به عليم ، ثم ترضعه حولين كاملين ، تقومُ به مُثقَلةٌ ، وتقعدُ به مُثقلة ، فتجوع بعد ذلك ليشبع ، وتسهرُ كي ينام ، وتتعبُ ليستريح ، عليه شفيقة ، وبه رحيمة ..
والأب : أجهَدَ نفسَه ، وشغل وقته ، وادمى يده ، واغرورق العرقُ من جبينِه، وتعبت عيناه بالسهر ، واحدودب ظهرُه ، واعتلَّ بدنُه ، وشاب شعرُه ، وشقَّ عليه سمعُه، كل ذلك من أجل إسعادِك أيَّها الابن الأمير !!
ولكن هل حفظ الأبناءُ جزءا من أفضالِهما، كما يحفظون جميع أفضالِ الغريب ؟!!
فالبعض التزم الجميلَ وأدَّى الواجب ديانةً وفطرةً ، فيصدق فيهم قول الله تعالى :
﴿ أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا.. ﴾
وآخرون : جحدوا المواثيق ، وغدروا بالعهود ، وخانوا يداً سخّرها الله لهم ، فعقَّ والديه وآذاهما ، وجاهر بالسوء وفاحشِ القول تجاههما ، وقهرهما ونهرهما ، وتجرأ برفعِ الصوت عليهما ،إن صنع إحسانا منَّ عليهما ، وإن أطاعهما في أمرٍ ألحَقَ فعلَهُ اللعناتِ والإهاناتِ ،بل استطال ذلك الشقيُّ بركلِهما وضربِهما ـ واِتباعِ كلماتٍ جارحةٍ لأبٍ شفيقٍ وأمًٍَّ صبورة رحيمةٍ مكلومة ..
يا لله : كم تبع ذلك الشقي من ذل وعار وشنار ؟!!
خاب أمثالُهُ وخسروا ..
فلما بلغتَ السِــــنَّ والغايةَ التي إليها مدى ماكنتُ فيك أُؤمِّلُ
جعلت جــزائي غــلظةً وفظاظةً كأنك أنت الُمنـعِمُ المتفضِّل ُ
ومن أعظمِ القربات أيضا التزامُ حلقات العلم والذكر؛ لأن أزمةَ الأمة الإسلامية اليوم ونكباتِها ، ناتجٌ عن الجهل بدين الله وشريعةِ محمد صلى الله عليه وسلم ، فالجهل بالدِّين أردى بأمتِنا ، وجعل الذين أغواهم الشيطان ، ويأسوا أو استبطأوا فرج الله ـ أن يُنَكّسوا رؤسهم ، و ينكّسوا دستورهم ( كتابُ الله وسنة محمد) زعماً منهم ؛ أنهما مصدرا الانحطاطِ والرجعية ...
ألا فاعلموا :
أن العلم الشرعيَّ والعملَ به ، هما اللذانِ سيرفعانِ ما نراه من ضياعٍ وتحلُّل ، في خِضَمِّ تياراتِ الجهل والمعاصي المواتية ، أو التنظيماتِ التي تريد إبادةَ الإسلام وأهلِـه ، إلى غير رجعة ، أو للتشريعاتِ القائمة على حريةٍ مزعومة .
أُمَّتُكم هذه :
كان الألمُ بموضعٍ منها يقضُّ فراشَ كلِّ المنتسبين إليها، ولكن غدت لهفى وشتى ..
قطـَّعوها ـ أبادهم الله ـ ليسهُل الخلاص منها .
فصار الإسلام في كلِّ إقليمٍ عربي ، له شعارٌ ورمز ، بل هُوِيـّـةٌ إسلامية خاصة به ، مختلفةٌ عن غيره من الأقاليمِ العربيةِ والأعجمية .
فهل هذا داعي أمان ؟
ونزعم اليوم بالوحدة الإسلامية . نعم قد تكون صوتاً لا فعلا...
من أجل الجهل والعبث بالدين ، والتعاليمِ الربانية التي وضعها الله دليلا مُرشِدا للناس ، أصبح الكل يبحث عن الانحياز ، أو التبعيةِ الذليلة ليَسلَم ويُلقــي العبءَ
والعُهدةَ ـ الموكولةَ على كل مسلم ـ على كاهن أصحاب الثــُّـغور البارزة من المجاهدين ،أو المناصبِ الإسلامية الُمدوِيَة !!
فالحال الآن وصل بأمُتنا ؛ جرَّاء الجهل بحقائق الدين ـ حُكَّاماً ومحكومين ـ أنها غدت موؤودةٌ يُنهش ُفي أجزاءَ كبيرةٍ من جسدِها المتخدِّرِ المسمومِ ، ورُدَّت وظيفةُ القادرين المُعتَنِينَ إلى القُنُوتِ في الصلوات ، وإطلاقِ الآهات والزفرات ، وإنهاكِ المنابرِ بالويلات ، وجمعِ الزكوات والتبرعات ..
فلا بد مِن حـــــلٍّ !!
ولن يكون إلا بالعلم الصالِح ، والعملِ النبيلِ الدَّؤوب ؛ كما استبان ....
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم .....
(1)هذه خطبة جمعة ألقيتها عام ( 1426هـ ) في جامع البراك الكبير بالدمام ، أخوكم / محمد بن علي البيشي، المعهد العالي للقضاء ـ عضو الجمعية الفقهية السعودية بالرياض .
(1)هذا من كلام الشيخ د/ صالح بن حميد
الحمد لله مدبرِ الليالي والأيام، ومصرِّفِ الشهور والأعوام، المتفرِّدِ بالكمال والتَّـمام، أبصَرَ ما في بواطنِ العُروق و دواخلِ العِظام، سمع ألطف القول وأخفى الكلام ، إله عظيم الإنعام ، ورب قدير شديد الانتقام ، وأُصلِّي وأسلّم على نبيه محمد ؛ أخشع من صلى وقام ، وأتقى من حج وصام ، وأُثنّي بالصلاة والتسليم على آله الميامين ؛ ما أضاء برقٌ ولاح ، وما اتصل ليل بصباح ، وما غرّد قُمريٌ وناح ، وما نادى المنادي ( حي على الصلاة ، حي على الفلاح ) ، وما غدا غادٍ إلى المسجد أو راح ، أما بعد :
فمعاشرَ المسلمين.. أوصيكم ونفسي المقصرةَ بوصيةِ الله للأولين والآخِرين، وصية تقّطعت لنيلِها قلوبُ العُبَّاد، وذرفت خشيةَ العِثارِ دونَها عيونُ النُّسّاك، وكان أَولاهُم بها، وأوثقُهُم تلقِّياً لمُكمِّلاتِها؛ محمد صلى الله عليه وسلم إمامُ العبّاد والنساك، قال الله تعالى :
﴿ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم إنِ اتقوا الله ﴾ .
وحقيقةُ التقوى ؛ أن يجعل العبد المسلم بينه وبين عذاب الله وقاية، تكون سبباً لحمايتِهِ ، وذلك لا يتأتَّى إلا لمن التزم ما أمر الله به ، وانتهى عما نهى الله سبحانه عنه ..
وتفاصيلُ تلك التقوى على القلوب والأبدان لا يُحصيها إلا من حقَّق مقام العبودية عِلما وعملاً باختلاف مراتِبِها.
ومن أعظمِ تلك المراتب : معرفةُ أوجبِ الواجبات، وأهمِ المهمات ، وهو : معرفة حقيقةِ دينِ الإسلام ، والاعتناءُ بذلك في جميعِ الأحيان ، وتجديدُهُ في كل الساعات ، إذ بصِحَّتِهِ واستقامتِهِ ، يستقيم للعبد جميع فرائضه ونوافله ،وبالخلل يحصل الاضطراب في نظامِ توحيدهِ ؛ بل في جميعِ مقاصده .
فأسألُ الله أن يمنَّ علينا بها ..
ومن تلك المراتب : ملاحظةُ فرائدِ ونفائسِ الأوقات في تضعِـيفِ أجورِ العبادات ، لأن الله تعالى لم يجعل فرائضَ العبادات متتاليةً ـــ و هذه نعمةٌ وفضل ـ لأن من طِباع البشر ـ وهم خلقٌ ضعيفٌ يكلُّ ويملّ ـ أنهم لا يستطيعون أن يجعلوها شُغُلَهُم الشَّاغل..
وعلة ذلك أيضاً أن الله سبحانه قدَّر عليهم أموراً و واجباتٍ يلزمهم القيام بها وتحـقيقُها ؛ لضمانِ استمرارِ عباداتِهم على وجهٍ لا إهمالَ يلُفُّهُ ..
ومن أجل ذلك كلِّه تخوَّلنا بمواسمَ يجتهد العبد فيها لربِّه ، يُهِــلُّ الودودُ الكريمُ البَـرُّ الرحيمُ كرمَه ، وجودَه ، وإحسانَه على عبادِهِ الفقراءِ أمثالنا ...
وفيها يُجدِّد العبدُ العلاقةَ مع مولاه ، وذلك بالانقطاعِ له سبحانه ، وتركِ الملذات الفاضلات ، وهجرانِ الشهوات ، والانكبابِ على الطاعة والتماسِ مواطنِ الرحمة والصفح ..
فحريٌ بكلِّ مسلمٍ عاقلٍ عالمٍ بمغبَّاتِ الدنيا ومصائبـِها ، أن يستغلَّ هذه الدُّررَ من اللحظاتِ ؛ ثوانيها قبل دقائِقِها وساعاتِها ؛ حتى تُدَّخر له نوراً عند الله من الباقياتِ الصالحات ..
اللهم آمين ..
ومن أخصِّ رياضِ الخيراتِ والعطايا وأوفرِها حظَّاً ( رمضان ) وقد انصرم بما يحمل في طياتِهِ من خيرٍ بذلَه العاملون المخلصون ، ومن سوءٍ اجترحَهُ واكتسبه الخاسرون الكادحون ﴿يا أ يـَّها الإنسان ُ إنك كادح ٌ إلى ربِّك كدحاً فمُلاقيه ﴾فإما خيرٌ تملأُ عينيك منه ، أو شرٌّ تراه بارزاً شاخصاً ، تمنّيتَ لو أن بينك وبينه بُعد المشرقين ...
فاللهم تقبّل صيامنا وقيامنا ..
ومن المراتعِ البهيّةِ ، العامرةِ بالمسرَّات والجوائزِ ( أيامكم هذه ) الأوائلُ العشرِ من شهرِ ذي الحجة . قال الله : ﴿والفجرِ. وليال عشر ﴾.
قال ابن كثير: المراد بها عشر ذي الحجة قاله ابن عباس وغيره .
أقسمَ الله بها لعِظَم أمرِها ، وجليلِ قدرِها وفضلِها ، ونبيكم محمد صلى الله عليه وسلم قال عنها : (ما من أيام أعظم عند الله سبحانه ، ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر) وقد انقضى منها ما يربوا عن النصف ، ورأَيْنا جميعاً حال الناس ؛ فالبعض ألهتْهُ الدنيا بجَهَدِها ولَمِّ شتاتِها ؛ من أن يُخصِّصوا جزءاً ولو يسيراً لهذا الفضل ، خاصةً في أمرِ الصلاة ثاني أركانِ الدين ..
وكيف لا نقلق ، ولا نشير لهذا الشأن ، ونـُلْمِـحُ لأمرٍ جَلَل ،ونحن نرى صفوف المصلين في المساجد لا زالت تزخَرُ وتكتضُّ بالكهول الصادقين ، وبعضِ الشباب الصالحين ، وبمُضَاعَفِ عدَدِهم في مختلف السُّبُلِ والطُرُق ، أو في البيوتاتِ كالأبكارِ والعوانس ؛ حُجَّتُهُم داحضةٌ ، وصنائِعُهُم تَبَاب ، أو كأصنمةِ قريشٍ لكن ليست حوالَيَّ الكعبة ؛ بل أمامَ القنوات الفضائِحيةِ التي تضمُّ بين أروِقَتِها ( خبيث وخبيثة يُعلنان الفاحشةَ بوقاحة ، ومسلسلاتٍ آثمة ، وأغانٍ ساقطة ، وسهراتٍ
فاضحة ، وقصصٍ داعرة ، وعباراتٍ مثيرة ، وحركاتٍ فاجرة ، وإغراقٍ في المجون ، لا رقيب ولا حسيب ، ولا راعٍ للرعية ..) (1) .
آلنصر والتَّــمكين يكون حليفَ أمةٍ هذا حالها ؟! وتلك بضاعةُ أفرادِها ؟!
قيل ليهوديٍّ : أن الإسلام بأهلِهِ قادم إليكم، وسيدُكُّ صروحَ إسرائيل، ويطردونكم من الأرض المقدَّسة . أتدرون ماذا أجاب ؟
قال هذا صحيح ؛ ولكنهم كما أُخبرنا في كُتُبِنا وأسفارِنا، أن اكتضاضَهم لصلاة الفجر في المسجد، مثل اكتضاضِــهِم لصلاة الجمعة .
ضيعوا ركن الدين، وأساسَهُ المتين ، متى ؟؟
في موسمِ العفوِ والغفرانِ والتعرُّضِ لنسائمِ الصفحِ والإيمان ... يا للعجب !!
الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم مبيِّـناً العلامةَ الفارقةَ بين المسلم وبين من لعنهم الله وغضب عليهم وأعدَّ لهم جهنم وساءت مصيرا ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة ، فمن تركها فقد كفر ) ...
اعلموا رحمني الله وإياكم:
رقيُّ الأمةِ، وتأييدُ قُواها، وتأمينُ عُدَّتِها، قائمٌ ــ بعد التوحيد ــ على إقامةِ الصلاة؛ بما تعنِــيهِ كلمة ( إقامة ) من معنىً مرادٍ للشارع الحكيم..
فإن صفوف المصلّين في جميع الأمكنة، هي الصفوفُ التي لازالت تُخيف الأعداء، وهي التي يُخطط لتدميرها العلمانيون وأذنابُهُم، وإلا لكانت الأمةُ الإسلامية في إحدى أسطرِ كُتُبِ ( المواضي والذكريات )..!
قال ابن تيمية (( اتفق الأنبياء على فرضية الصلاة ، واختلفوا في هيئاتِها عندهم )) وقال : (( فرض الله العبادات كلَّها في الأرض إلا الصلاة )) .
فكفى عبثاً بالصلاة : لأجل دنياً ظلها زائل .
فكم راحةٍ أتعبَت أهلها وكم دَعَةٍ نتجت عن تعبْ
أنتم أنتم لا غيركَم أعني ( أيها الهازلون ) دعوا المصلحين يُكْمِلون مسيرَ موكبٍ قادَ أولَّ أشواطِهِ محمد صلى الله علي وسلم ،فجراحُ الأمةِ غائرةٌ ،قتلٌ وتجويع ، هتكٌ للحرمات الممنوعةِ ديناً وقانونا ، وسلبٌ للممتلكات ..
أيها الهازلون ؛ لازلتم تعطِّلون وتعرقلون حركةَ المصلحين ، ففيقوا وأفيقوا .
كلما انطلق الأخيارُ خطوة ؛ أرجعتموهم ألفَ ميل !!
فاللهَ اللهَ بالرَّشادِ ، فإن بابَ الله مفتوح ، وجودَه لطالِبـِهِ ممنوح ، وإلا يكن ما طلبناه ؛ فلا تلُم إلا نفسك ، وابكِ على ذنبــِـك طولَ عُمُرِك ...
ومن العجائب والعجـائبُ جمَّةٌ قُرب المكــــان وما إليه سبيلُ
كــالعِيسِ يقتـــُلُها الظما والـماء فوق ظــهورِها محمولُ ...
الخطبة الثانية :
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين :
ومن الأمور التي ينبغي أن نُخصِّص لها جزءا من وقتِنا اليومي في هذه الأيام الفاضلات (الصوم ) ، قال الله تعالى في الحديث القدسي (] كل عمل ابن آدم فهو له إلا الصوم فإنه لي ، وأنا أجزي به .. ( فيُستحب صومُ هذه الأيامِ أيُّما استحباب ، قال الإمام النووي ـ رحمه الله ـ (( يستحب صوم أيام العشر استحبابا شديدا)) وقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح فضلَ صوم النافلةِ فقال : (( من صام يوما في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا )) أي سبعين سنة.
وثبت من حديث هنيدةَ بنِ خالدٍ رضي الله عنه عن امرأتِهِ عن بعض أزواجِ النبي صلى الله عليه وسلم قالت (( كان رسول الله يصوم تسع ذي الحجة، ويومَ عاشوراء ، وثلاثةَ أيام من كل شهر )) ، وغداً هو يومُ عرفة الذي احتسَبَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن صيامَه يكفِّرُ السنةَ الماضية والقابلةَ ، فاحرصوا على صومِه ، يارعاكم الله ...
والصوم بالنسبة للمسلم ـ ذكراً وأنثى ـ قد يَحمِلُهُ على الإرهاق والضعف، فلذلك كان للصابر عليه أجراً لا يُحصِّلُهُ إلا هو ؛ مع من أنعمَ الله عليهم ..
ومن أعزِّ القُربات وأقربـِها للفطرة الإحسان إلى الوالدين ، قال ابن مسعود : (( سألتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أي العمل أحبُّ إلى الله ؟ قال الصلاة على وقتِها . قلتُ ثم أي ؟ قال برُّ الوالدين )) فالبر فريضةٌ لازمة ، وواجبٌ مُتَحَتِّمُ الإيقاعِ ، والعقوق ذنبٌ عظيم ، حرام شرعا ، ومَنْقَصَةٌ طبعاً..
ودليل جليلِ أمرِ البِرِّ للوالدين قول الله تعالى ﴿ وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ﴾ فقرن الله حق الوالدين بحقه سبحانه ، وهو حق توحيده .
فأعظم الناس مِنَّـــةً ، وأكبرُهُم نعمةً على المرء ؛ والداهُ اللذانِ تسبَّبا في وجوده، واعتنيا به . فأمُّه تحمله تسعةَ أشهر في بطنِها ، تعاني ألمَ الوحمِ وثقلَ الحـمل ، ثم تضعه كرها، تشاهد الموت وتقاسي الأسقامَ والآلام ما الله به عليم ، ثم ترضعه حولين كاملين ، تقومُ به مُثقَلةٌ ، وتقعدُ به مُثقلة ، فتجوع بعد ذلك ليشبع ، وتسهرُ كي ينام ، وتتعبُ ليستريح ، عليه شفيقة ، وبه رحيمة ..
والأب : أجهَدَ نفسَه ، وشغل وقته ، وادمى يده ، واغرورق العرقُ من جبينِه، وتعبت عيناه بالسهر ، واحدودب ظهرُه ، واعتلَّ بدنُه ، وشاب شعرُه ، وشقَّ عليه سمعُه، كل ذلك من أجل إسعادِك أيَّها الابن الأمير !!
ولكن هل حفظ الأبناءُ جزءا من أفضالِهما، كما يحفظون جميع أفضالِ الغريب ؟!!
فالبعض التزم الجميلَ وأدَّى الواجب ديانةً وفطرةً ، فيصدق فيهم قول الله تعالى :
﴿ أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا.. ﴾
وآخرون : جحدوا المواثيق ، وغدروا بالعهود ، وخانوا يداً سخّرها الله لهم ، فعقَّ والديه وآذاهما ، وجاهر بالسوء وفاحشِ القول تجاههما ، وقهرهما ونهرهما ، وتجرأ برفعِ الصوت عليهما ،إن صنع إحسانا منَّ عليهما ، وإن أطاعهما في أمرٍ ألحَقَ فعلَهُ اللعناتِ والإهاناتِ ،بل استطال ذلك الشقيُّ بركلِهما وضربِهما ـ واِتباعِ كلماتٍ جارحةٍ لأبٍ شفيقٍ وأمًٍَّ صبورة رحيمةٍ مكلومة ..
يا لله : كم تبع ذلك الشقي من ذل وعار وشنار ؟!!
خاب أمثالُهُ وخسروا ..
فلما بلغتَ السِــــنَّ والغايةَ التي إليها مدى ماكنتُ فيك أُؤمِّلُ
جعلت جــزائي غــلظةً وفظاظةً كأنك أنت الُمنـعِمُ المتفضِّل ُ
ومن أعظمِ القربات أيضا التزامُ حلقات العلم والذكر؛ لأن أزمةَ الأمة الإسلامية اليوم ونكباتِها ، ناتجٌ عن الجهل بدين الله وشريعةِ محمد صلى الله عليه وسلم ، فالجهل بالدِّين أردى بأمتِنا ، وجعل الذين أغواهم الشيطان ، ويأسوا أو استبطأوا فرج الله ـ أن يُنَكّسوا رؤسهم ، و ينكّسوا دستورهم ( كتابُ الله وسنة محمد) زعماً منهم ؛ أنهما مصدرا الانحطاطِ والرجعية ...
ألا فاعلموا :
أن العلم الشرعيَّ والعملَ به ، هما اللذانِ سيرفعانِ ما نراه من ضياعٍ وتحلُّل ، في خِضَمِّ تياراتِ الجهل والمعاصي المواتية ، أو التنظيماتِ التي تريد إبادةَ الإسلام وأهلِـه ، إلى غير رجعة ، أو للتشريعاتِ القائمة على حريةٍ مزعومة .
أُمَّتُكم هذه :
كان الألمُ بموضعٍ منها يقضُّ فراشَ كلِّ المنتسبين إليها، ولكن غدت لهفى وشتى ..
قطـَّعوها ـ أبادهم الله ـ ليسهُل الخلاص منها .
فصار الإسلام في كلِّ إقليمٍ عربي ، له شعارٌ ورمز ، بل هُوِيـّـةٌ إسلامية خاصة به ، مختلفةٌ عن غيره من الأقاليمِ العربيةِ والأعجمية .
فهل هذا داعي أمان ؟
ونزعم اليوم بالوحدة الإسلامية . نعم قد تكون صوتاً لا فعلا...
من أجل الجهل والعبث بالدين ، والتعاليمِ الربانية التي وضعها الله دليلا مُرشِدا للناس ، أصبح الكل يبحث عن الانحياز ، أو التبعيةِ الذليلة ليَسلَم ويُلقــي العبءَ
والعُهدةَ ـ الموكولةَ على كل مسلم ـ على كاهن أصحاب الثــُّـغور البارزة من المجاهدين ،أو المناصبِ الإسلامية الُمدوِيَة !!
فالحال الآن وصل بأمُتنا ؛ جرَّاء الجهل بحقائق الدين ـ حُكَّاماً ومحكومين ـ أنها غدت موؤودةٌ يُنهش ُفي أجزاءَ كبيرةٍ من جسدِها المتخدِّرِ المسمومِ ، ورُدَّت وظيفةُ القادرين المُعتَنِينَ إلى القُنُوتِ في الصلوات ، وإطلاقِ الآهات والزفرات ، وإنهاكِ المنابرِ بالويلات ، وجمعِ الزكوات والتبرعات ..
فلا بد مِن حـــــلٍّ !!
ولن يكون إلا بالعلم الصالِح ، والعملِ النبيلِ الدَّؤوب ؛ كما استبان ....
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم .....
(1)هذه خطبة جمعة ألقيتها عام ( 1426هـ ) في جامع البراك الكبير بالدمام ، أخوكم / محمد بن علي البيشي، المعهد العالي للقضاء ـ عضو الجمعية الفقهية السعودية بالرياض .
(1)هذا من كلام الشيخ د/ صالح بن حميد
0 تعليقات
أهلا وسهلا ومرحبا بك في موقع تغطية مباشر : ضع ردا يعبر عن اناقة أخلاقك ، سنرد على اي استفسار نراه يحتاج الى اجابة ، ادعمنا برأيك وضع تعليقا للتشجيع ..