الرغبة في النجاح وتحقيق السعادة الذاتية هدف كل انسان في هذه الحياة.. هذه
الرغبة التي تختلف في طرق تحقيقها او التوصل اليها.. ووسط ايقاع الحياة
المتسارع والضجيج من حولنا، فقد باتت طرق تحقيقها صعبة وشائكة خاصة اذا ما
تعلق ذلك باكتشاف الذات وقدراتها قبل تحديد الاهداف.. وقد تكون أأمن تلك
الطرق للتصدي لأية عوائق هو تحديد الامكانات والطاقات الفردية وفق خطة
حياتية ناجحة.
لاتخاذ خطوة جادة نحو تطوير النفس الى الافضل يكشف لنا متخصص في البرمجة اللغوية العصبية ومدرب التفكير الايجابي والسعادة والتخطيط خالد بن محمد المدني ابرز اساليب التخطيط لينير لنا هذا الطريق، الذي له الأثر الكبير في تنمية الذات ومن ثم تحسين الحياة.
التقينا المدني على هامش دورة (كيف تخطط حياتك) التي نظمها مركز الراشد مؤخراً، حيث تم التطرق الى أهم ركائز التخطيط الناجح اضافة الى طرق الانجاز الفعال وترتيب الأولويات لتحقيق التوازن بين جوانب الحياة الكثيرة.
وعلى الرغم من أهمية التخطيط والاهتمام بنشر هذه الاستراتيجيات واقامة الدورات المتخصصة الا اننا نجد ان 3٪ فقط هم من يطبقون ما يسمعون في حين ان 97٪ من الناس تسمع ولا تطبق وذلك حسب الدراسات المتخصصة في هذا المجال.
في مستهل حديثه يوضح المدني اهمية كشف الهوية الذي يعد احد اهم الامور التي يجب الحرص عليها قبل الشروع في عملية التخطيط، الامر الذي لن يتم بعيداً عن تحديد ما يتوجب التخلص منه، ليعقبه المجاراة في القول ومحاولة التطلع المستمر نحو تحقيق الافضل للوصول الى الافضل.
ويقول المدني: »ما نطرحه اليوم يهدف الى الاعانة على التعبير عن رسالة الانسان بل وجعلها أكثر وضوحاً فضلاً عن التخطيط لمستقبله وفق اتصاله برسالته العامة، هذا الى جانب بلوغ الرضى بأقصى شكل ممكن، مع المحافظة على الحماسة والانطلاق والابداع والعمل الجاد والمتعة والتأثير«.
ويضيف: »رسالة الحياة ليست محددة بالضرورة بل تتغير حسب مراحل تغيير كثيرة يمر بها الانسان في حياته، الامر الذي يتطلب تعديلاً مستمراً فيها«.
النتيجة النهائية التي يجب السعي لصنعها حسب المدني هي الرؤية التي تمثل الأهداف متوسطة وبعيدة المدى بدلا من الأهداف والطموحات القصيرة المدى، فالرؤية هي مقصد الفرد بينما الرسالة هي النوعية التي يجلبها لراحته..و المعادلة الصحيحة هي تحديد رسالة + رؤية + حالة ذهنية ممتازة + خطط مستقبلية مفصلة = الحياة التي تريد. التخطيط مهم
نسأل المدني عن أهمية التخطيط فيوضح انه سنة كونية ثابتة للحصول على المبتغى، والمقصود بالتخطيط هنا أن يتم وصل الحاضر الموجود بالمستقبل المرجو أو الواقع الحالي بالطموح المطلوب.
ويواصل : »لابد ان يتصف التخطيط بالاستراتيجية وان يكون متزناً بين الطموح والواقع، ويرى د. ستيفن كوفي احد اشهر المختصين في هذا المجال ان الذي يخطط على المدى القريب يحصل على أقل مما يرجوه بينما يحصل من يخطط على المدى البعيد على أكثر مما يرجوه«.
ترى ما هو الطريق للوصول الى التخطيط السليم؟ سؤال آخر نطرحه على المدني فيجيب: »للوصول الى التخطيط السليم لابد من جمع الاهتمامات والواجبات والتطلعات ومن ثم تصنيفها في خانات بين المهم والطارئ، والمهم غير الطارئ، وغير المهم والطارئ، وغير المهم وغير الطارئ«.
ويستطرد بقوله: »في ظل هذا التخطيط يمكن التعمق قليلاً حسب مربع كوفي لإدارة الوقت والذي يضع كل تصنيف من التصنيفات الرئيسية السابقة في اطار خاص يحوي مجموعة من البنود، فـ (المهم والطارئ) يشمل الازمات والمشاكل الضاغطة والمواعيد، اما المختص بـ (المهم وغير الطارئ ) فيشمل الاعداد والتخطيط والابداع والتطوير والقوى الذاتية، اما ( غير المهم والطارئ) فيشمل أمورا قد تقطع اي عمل، او مكالمات او بعض البريد والتقارير وبعض الاجتماعات والانشطة، في حين ان (غير المهم وغير الطارئ ) فيمثل الرسائل وبعض الاتصالات والأنشطة للهروب ومضيعات للوقت.
ولكن ماذا بعد كشف الاهتمامات وتحديد الاولويات؟ هذا التساؤل يجيب عليه المدني بقوله: (يأتي الآن دور تحقيق الأهداف والذي يبدأ بتحديد ما نريد تحقيقه وفي اي مجال ينتمي ومن ثم تحديد العقبات التي قد تعيق تحقيق الهدف وتحديد البدائل التي يمكن استخدامها، وصولاً الى العوائق الشخصية التي تعيق الوصول الى الغاية«.
ويوضح المدني طريقة PACER للأهداف الواضحة والتي تشتمل على خمس نقاط أساسية هي الايجاب والانجاز والتفضيل والمراجعة والامكان، فالايجاب يشتمل على اجابة ما الذي تريده، يليه الانجاز ويحوي اجابة كيف تعرف انك حققت الهدف وماذا ترى وتحس وتسمع، وكيف لشخص آخر ان يعرف أنك حققته.
أما التفضيل وهو ثالث بنود هذه الطريقة فيعني تحديد الوقت الذي تريده والذي لا تريده ومع من ومن أين ومتى وكيف، اما المراجعة فتعني ماذا سيحصل لو حققته، ولو حققت ما تريد هل ستخسر أي شيء، وأخيراً يعد الامكان هو امكانية ان تستطيع البدأ او المحافظة على تنفيذه.
الى ذلك يواصل المدني حديثه بذكر الخصائص الجوهرية التي لابد من وضعها في عين الاعتبار والمتلخصة في اهمية تحديد الصفات الشخصية للفرد، والعمل على اكتشاف الطاقات الداخلية، اضافة الى تحديد القيم المرتبطة بالمشاعر والقيم المرتبطة بالسياقات والتغير في اللاوعي والقيم المرتبطة بالهوية.
اكتشف ذاتك
كيف يمكن اكتشاف الذات؟ سؤال هام قد لا يتوصل الفرد منا الى اجابة محددة له الا بعد مضي سنوات عديدة من عمره.. حول هذه الجزئية يقول المدني: » للاسف نحن لم ننشأ على محاولة اكتشاف الذات، هذا الامر الذي نجده غائباً سواء كان في ممارساتنا التربوية او في المناهج او في المجتمع ككل، فنحن لا نقوم على تربية الطفل على اكتشاف قدراته وامكاناته ومن ثم تطويرها«.
ويواصل قائلاً: »حان الوقت لان يسأل كل فرد هذا السؤال، وحبذا لو يتم التوجه للمراهقين وتحفيزهم على تحديد اجابته«.
في تعليق المدني عن مدى فاعلية التوجه للاطفال في ظل التسليم بأن الخمس سنوات الأولى هي التي تحدد اسس شخصيته، يقول: »لابد من التنويه ان هذه السن مهمة وخطيرة ولابد من التعامل معها بالشكل الأمثل، ومن خلال الممارسات العملية تم اكتشاف ان النتائج المتوصل اليها مع الاطفال هي افضل من الكبار، وهذه الحقيقة لابد من استثمارها لانتاج جيل مميز«.
ان تنظيم الاهداف ومعرفة الاحتياجات هو من أهم مراحل التخطيط، وحول أهمية التخطيط يوضح المدني أهمية وضع خطة للحياة ومن ثم العمل على تحقيقها، وحذف كل ما قد يعرقل تحقيقها واضافة كل ما قد يؤثر عليها، الا ان هناك بعض الثوابت التي لابد من العمل بها مثل جوهر الاهداف والمدة الملائمة لتحقيقها، موضحاً ان التخطيط يقوم على تطويع مجموعة من العلوم الهامة في سبيل التوصل الى تحقيق الغايات مثل علم البرمجة اللغوية العصبية وعلم الادارة وبعض اسس علم النفس.
الجوانب الحياتية
التخطيط بشكل عام يساعد على تنظيم جوانب الحياة المختلفة، هذا ما يؤكد عليه المدني بقوله: »ان التخطيط لابد ان يصيب جوانب الحياة المختلفة التي تتطلب الشمولية فيها مثل الجوانب الروحانية والنفسية والاجتماعية والجسدية، فهي هامة جداً وقد قام بذكرها د. ستيفن كافي احد ابرز المتخصصين في هذا المجال«.
ويضيف: »ان الشمولية التي نوصي بها هي من الثوابت في سنة نبينا عليه وآله الصلاة والسلام لقوله: (ان لربك عليك حقا، وان لبدنك عليك حقا، وان لاهلك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه)، فسبب الشعور بالاحباط والملل هو التوجه الى جانب واهمال آخر، والتوازن بينها هو سر السعادة في الحياة«.
ويستطرد قائلا: »تشتمل الناحية الروحانية على العلاقة بين الفرد وربه، اضافة الى علاقة الفرد بفكره، وكيف يمكن تنميته وتوجيهه، اما الجانب النفسي فيتعلق بالشعور الشخصي بتناقض صفاته وتضادها، اضافة الى الاهتمام بالجانب الاجتماعي الذي يكون المنظومة الاجتماعية التي يعيش فيها الفرد، فضلاً عن الجانب الجسدي الذي قد يهمله الكثير منا والذي يتعلق بتنمية الناحية الجسدية والصحية والتي تتصل بكل الجوانب السالفة الذكر«.
البداية.. من الداخل
نخلص الى ضرورة العمل على استكمال جميع الجوانب في الحياة، وعدم اهمال احدهما على حساب الآخر، اضافة الى اهمية البدأ في التغيير الداخلي الذي هو مكمن التغيير الحقيقي.. ويوصي المدني بأهمية بدأ التغيير من الداخل، الذي يبدأ بالافكار والمشاعر، فضلاً عن ان طريق التغيير وتحقيق النجاح يبدأ بالاعتراف بأسباب الفشل الذي هو بداية النجاح.
ونختم بالقول الجميل لمحدثنا خالد المدني (ان العالم الذي نعيشه في الداخل وليس في الخارج).. فانظر عزيزي القارئ الى عالمك كيف تريده ان يكون
المصدر : خالد المدني: العالم ما نعيشه في الداخل وليس في الخارج
لاتخاذ خطوة جادة نحو تطوير النفس الى الافضل يكشف لنا متخصص في البرمجة اللغوية العصبية ومدرب التفكير الايجابي والسعادة والتخطيط خالد بن محمد المدني ابرز اساليب التخطيط لينير لنا هذا الطريق، الذي له الأثر الكبير في تنمية الذات ومن ثم تحسين الحياة.
التقينا المدني على هامش دورة (كيف تخطط حياتك) التي نظمها مركز الراشد مؤخراً، حيث تم التطرق الى أهم ركائز التخطيط الناجح اضافة الى طرق الانجاز الفعال وترتيب الأولويات لتحقيق التوازن بين جوانب الحياة الكثيرة.
وعلى الرغم من أهمية التخطيط والاهتمام بنشر هذه الاستراتيجيات واقامة الدورات المتخصصة الا اننا نجد ان 3٪ فقط هم من يطبقون ما يسمعون في حين ان 97٪ من الناس تسمع ولا تطبق وذلك حسب الدراسات المتخصصة في هذا المجال.
في مستهل حديثه يوضح المدني اهمية كشف الهوية الذي يعد احد اهم الامور التي يجب الحرص عليها قبل الشروع في عملية التخطيط، الامر الذي لن يتم بعيداً عن تحديد ما يتوجب التخلص منه، ليعقبه المجاراة في القول ومحاولة التطلع المستمر نحو تحقيق الافضل للوصول الى الافضل.
ويقول المدني: »ما نطرحه اليوم يهدف الى الاعانة على التعبير عن رسالة الانسان بل وجعلها أكثر وضوحاً فضلاً عن التخطيط لمستقبله وفق اتصاله برسالته العامة، هذا الى جانب بلوغ الرضى بأقصى شكل ممكن، مع المحافظة على الحماسة والانطلاق والابداع والعمل الجاد والمتعة والتأثير«.
ويضيف: »رسالة الحياة ليست محددة بالضرورة بل تتغير حسب مراحل تغيير كثيرة يمر بها الانسان في حياته، الامر الذي يتطلب تعديلاً مستمراً فيها«.
النتيجة النهائية التي يجب السعي لصنعها حسب المدني هي الرؤية التي تمثل الأهداف متوسطة وبعيدة المدى بدلا من الأهداف والطموحات القصيرة المدى، فالرؤية هي مقصد الفرد بينما الرسالة هي النوعية التي يجلبها لراحته..و المعادلة الصحيحة هي تحديد رسالة + رؤية + حالة ذهنية ممتازة + خطط مستقبلية مفصلة = الحياة التي تريد. التخطيط مهم
نسأل المدني عن أهمية التخطيط فيوضح انه سنة كونية ثابتة للحصول على المبتغى، والمقصود بالتخطيط هنا أن يتم وصل الحاضر الموجود بالمستقبل المرجو أو الواقع الحالي بالطموح المطلوب.
ويواصل : »لابد ان يتصف التخطيط بالاستراتيجية وان يكون متزناً بين الطموح والواقع، ويرى د. ستيفن كوفي احد اشهر المختصين في هذا المجال ان الذي يخطط على المدى القريب يحصل على أقل مما يرجوه بينما يحصل من يخطط على المدى البعيد على أكثر مما يرجوه«.
ترى ما هو الطريق للوصول الى التخطيط السليم؟ سؤال آخر نطرحه على المدني فيجيب: »للوصول الى التخطيط السليم لابد من جمع الاهتمامات والواجبات والتطلعات ومن ثم تصنيفها في خانات بين المهم والطارئ، والمهم غير الطارئ، وغير المهم والطارئ، وغير المهم وغير الطارئ«.
ويستطرد بقوله: »في ظل هذا التخطيط يمكن التعمق قليلاً حسب مربع كوفي لإدارة الوقت والذي يضع كل تصنيف من التصنيفات الرئيسية السابقة في اطار خاص يحوي مجموعة من البنود، فـ (المهم والطارئ) يشمل الازمات والمشاكل الضاغطة والمواعيد، اما المختص بـ (المهم وغير الطارئ ) فيشمل الاعداد والتخطيط والابداع والتطوير والقوى الذاتية، اما ( غير المهم والطارئ) فيشمل أمورا قد تقطع اي عمل، او مكالمات او بعض البريد والتقارير وبعض الاجتماعات والانشطة، في حين ان (غير المهم وغير الطارئ ) فيمثل الرسائل وبعض الاتصالات والأنشطة للهروب ومضيعات للوقت.
ولكن ماذا بعد كشف الاهتمامات وتحديد الاولويات؟ هذا التساؤل يجيب عليه المدني بقوله: (يأتي الآن دور تحقيق الأهداف والذي يبدأ بتحديد ما نريد تحقيقه وفي اي مجال ينتمي ومن ثم تحديد العقبات التي قد تعيق تحقيق الهدف وتحديد البدائل التي يمكن استخدامها، وصولاً الى العوائق الشخصية التي تعيق الوصول الى الغاية«.
ويوضح المدني طريقة PACER للأهداف الواضحة والتي تشتمل على خمس نقاط أساسية هي الايجاب والانجاز والتفضيل والمراجعة والامكان، فالايجاب يشتمل على اجابة ما الذي تريده، يليه الانجاز ويحوي اجابة كيف تعرف انك حققت الهدف وماذا ترى وتحس وتسمع، وكيف لشخص آخر ان يعرف أنك حققته.
أما التفضيل وهو ثالث بنود هذه الطريقة فيعني تحديد الوقت الذي تريده والذي لا تريده ومع من ومن أين ومتى وكيف، اما المراجعة فتعني ماذا سيحصل لو حققته، ولو حققت ما تريد هل ستخسر أي شيء، وأخيراً يعد الامكان هو امكانية ان تستطيع البدأ او المحافظة على تنفيذه.
الى ذلك يواصل المدني حديثه بذكر الخصائص الجوهرية التي لابد من وضعها في عين الاعتبار والمتلخصة في اهمية تحديد الصفات الشخصية للفرد، والعمل على اكتشاف الطاقات الداخلية، اضافة الى تحديد القيم المرتبطة بالمشاعر والقيم المرتبطة بالسياقات والتغير في اللاوعي والقيم المرتبطة بالهوية.
اكتشف ذاتك
كيف يمكن اكتشاف الذات؟ سؤال هام قد لا يتوصل الفرد منا الى اجابة محددة له الا بعد مضي سنوات عديدة من عمره.. حول هذه الجزئية يقول المدني: » للاسف نحن لم ننشأ على محاولة اكتشاف الذات، هذا الامر الذي نجده غائباً سواء كان في ممارساتنا التربوية او في المناهج او في المجتمع ككل، فنحن لا نقوم على تربية الطفل على اكتشاف قدراته وامكاناته ومن ثم تطويرها«.
ويواصل قائلاً: »حان الوقت لان يسأل كل فرد هذا السؤال، وحبذا لو يتم التوجه للمراهقين وتحفيزهم على تحديد اجابته«.
في تعليق المدني عن مدى فاعلية التوجه للاطفال في ظل التسليم بأن الخمس سنوات الأولى هي التي تحدد اسس شخصيته، يقول: »لابد من التنويه ان هذه السن مهمة وخطيرة ولابد من التعامل معها بالشكل الأمثل، ومن خلال الممارسات العملية تم اكتشاف ان النتائج المتوصل اليها مع الاطفال هي افضل من الكبار، وهذه الحقيقة لابد من استثمارها لانتاج جيل مميز«.
ان تنظيم الاهداف ومعرفة الاحتياجات هو من أهم مراحل التخطيط، وحول أهمية التخطيط يوضح المدني أهمية وضع خطة للحياة ومن ثم العمل على تحقيقها، وحذف كل ما قد يعرقل تحقيقها واضافة كل ما قد يؤثر عليها، الا ان هناك بعض الثوابت التي لابد من العمل بها مثل جوهر الاهداف والمدة الملائمة لتحقيقها، موضحاً ان التخطيط يقوم على تطويع مجموعة من العلوم الهامة في سبيل التوصل الى تحقيق الغايات مثل علم البرمجة اللغوية العصبية وعلم الادارة وبعض اسس علم النفس.
الجوانب الحياتية
التخطيط بشكل عام يساعد على تنظيم جوانب الحياة المختلفة، هذا ما يؤكد عليه المدني بقوله: »ان التخطيط لابد ان يصيب جوانب الحياة المختلفة التي تتطلب الشمولية فيها مثل الجوانب الروحانية والنفسية والاجتماعية والجسدية، فهي هامة جداً وقد قام بذكرها د. ستيفن كافي احد ابرز المتخصصين في هذا المجال«.
ويضيف: »ان الشمولية التي نوصي بها هي من الثوابت في سنة نبينا عليه وآله الصلاة والسلام لقوله: (ان لربك عليك حقا، وان لبدنك عليك حقا، وان لاهلك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه)، فسبب الشعور بالاحباط والملل هو التوجه الى جانب واهمال آخر، والتوازن بينها هو سر السعادة في الحياة«.
ويستطرد قائلا: »تشتمل الناحية الروحانية على العلاقة بين الفرد وربه، اضافة الى علاقة الفرد بفكره، وكيف يمكن تنميته وتوجيهه، اما الجانب النفسي فيتعلق بالشعور الشخصي بتناقض صفاته وتضادها، اضافة الى الاهتمام بالجانب الاجتماعي الذي يكون المنظومة الاجتماعية التي يعيش فيها الفرد، فضلاً عن الجانب الجسدي الذي قد يهمله الكثير منا والذي يتعلق بتنمية الناحية الجسدية والصحية والتي تتصل بكل الجوانب السالفة الذكر«.
البداية.. من الداخل
نخلص الى ضرورة العمل على استكمال جميع الجوانب في الحياة، وعدم اهمال احدهما على حساب الآخر، اضافة الى اهمية البدأ في التغيير الداخلي الذي هو مكمن التغيير الحقيقي.. ويوصي المدني بأهمية بدأ التغيير من الداخل، الذي يبدأ بالافكار والمشاعر، فضلاً عن ان طريق التغيير وتحقيق النجاح يبدأ بالاعتراف بأسباب الفشل الذي هو بداية النجاح.
ونختم بالقول الجميل لمحدثنا خالد المدني (ان العالم الذي نعيشه في الداخل وليس في الخارج).. فانظر عزيزي القارئ الى عالمك كيف تريده ان يكون
المصدر : خالد المدني: العالم ما نعيشه في الداخل وليس في الخارج
0 تعليقات
أهلا وسهلا ومرحبا بك في موقع تغطية مباشر : ضع ردا يعبر عن اناقة أخلاقك ، سنرد على اي استفسار نراه يحتاج الى اجابة ، ادعمنا برأيك وضع تعليقا للتشجيع ..