ميزة جدول التنقل

جدول التنقل

بحث عن ثورة 25 يناير doc بحث عن ثورة 25 يناير كامل

موضوع تعبير عن ثورة 25 يناير بحث عن ثورة 25 يناير doc بحث عن ثورة 25 يناير كامل بحث عن ثورة 25 يناير ونتائجها

ثُورة 25 يناير
صنع شباب مصر واحدة من أهم انتفاضات هذا الشعب بعد 30 عاماً من الجمود والإحباط، وبعد أن تصور الكثيرين أن الشعب المصرى لم يعد قادراً على الثورة ولا حتى الاحتجاج وأن شبابه قد غيب بفعل فاعل عن هموم وطنه وعن كل ما له علاقة بالعقل والسياسة، ولم يعد أمام الناس إلا الدعاء من أجل التغيير.

ويبدو أننا كنا مخطئين، فالشعب المصرى عادت إليه الروح بفضل شباب عظيم ورائع قاد عبر وسائطه الجديدة واحدة من أهم وأعظم الاحتجاجات التى شهدتها البلاد فى العصر الحديث، ورأيت فيها كيف حافظ هؤلاء الشباب ومعهم آلاف البسطاء من الناس فى ميدان الجيزة على الممتلكات العامة والخاصة، رغم استخدام الأمن المفرط للقوة.
لقد كشفت هذه الثورة عن حجم الفساد الموجود فى نظامنا السياسى وغياب الحزب الوطنى الذى حصل بالتزوير على أكثر من 95% من أصوات الناخبين، وغياب المجالس المحلية والوزراء ورئيس الوزراء ورئيس الجمهورية الذى لم يتعامل على أن المشكلة تتعلق بجوهر نظامه السياسى وليس مشكلة حكومة اعتبرها البعض سكرتارية للرئيس لا حول لها ولا قوة.
لقد حان الوقت لمواجهة معركة الحكم الجديدة ليس فقط ضد الشعب، إنما ضد النظام نفسه ومؤسسات الدولة التى تحميه «يمكن مراجعة ما كتبناه فى المصرى اليوم تحت عنوان (الحكم فى مواجهة النظام)»، لأن الإصرار على الحل الأمنى وسياسة العصا الغليظة من شأنه أن يدخل البلاد فى فوضى أخطر من التى يثيرها قلة من المخربين.
لقد حان الوقت للاعتراف بدور الشعب فى قيادة عملية تحول ديمقراطى حقيقى تحرسها المؤسسة العسكرية أو ما سميناه «القوة الثالثة» وقد يساعدها فى ذلك السلطة القضائية أو وزارة الخارجية (دون الوزير والمتحدث الرسمى).
ما طرحه الشباب ليس تغيير وزارة وليس احتجاجاً على غلاء الأسعار كما جرى فى انتفاضة يناير 1977، إنما هو احتجاج على نظام همشهم وتجاهلهم وحاول بكل الطرق أن يقتل القيم العظيمة الكامنة فيهم، هو ليس احتجاج «المنحة ياريس» كما اعتدنا إنما هو احتجاج من أجل الكرامة ورفض القهر.
لن تعود مصر إلى ما قبل 25 يناير بفضل شبابها الرائع، بعد أن صنعت انتفاضة مشرفة اقتحمها بعض اللصوص والبلطجية الذين سبق للحزب الوطنى أن أطلقهم على منافسيه فى الانتخابات الأخيرة، وهى قادرة على الخروج من خطر الفوضى وغياب الأمن بالديمقراطية وليس بالعودة للاستبداد تحت حجة الحفاظ على النظام. فلا أمن إلا بالديمقراطية وبتغيير النظام السياسى وليس فقط الحكومة
لقد كان نجاح ثورة الشباب التي انتهت بإعلان الرئيس تنحيه عن السلطة يوم الجمعة الحادي عشر من سبتمبر إعلاناً لميلاد فجر جديد من الحرية نحو تغيير مسار الحياة في مصر والعالمين العربي والإسلامي وربما وبدون أدني مبالغة في العالم أجمع من مشرقه إلي مغربه الذي كان يتابع بإعجاب وانبهار هذه الثورة الرائعة ضد الظلم والطغيان وحقيقة الأمر جاءت ثورة الشباب المصري من الجنسين بنات وأولاد في الخامس والعشرين من يناير 2011 تجسيداً لحلم ملايين المصريين الذين استقبلوا هذا المولود الجديد بالغبطة والفرحة لأنه مولود طال انتظاره، خصوصاً أن معظم المصريين كان قد اتهم نفسه بالعجز وقلة الخصوبة وعدم القدرة علي الإنجاب واستسلم لليأس والإحباط لإدراكه أنه ليس في الإمكان أبدع مما كان ولهذا انكفأ علي ذاته يعيش أيامه بعيداً عن المشاكل يلعق جراحه ويغض الطرف عن المساس بكبريائه تحت ثالوث الفقر والمرض والجهل وكان حزنه مضاعفاً علي هذا الشباب المهمش الذي يغرد وحده خارج السرب يقضي كل واحد منهم وقته في غرفته منعزلاً عن بقية الأسرة ولا يشاركها حتي وجبات الطعام أمام جهاز الكمبيوتر في عالم افتراضي صنعه بعيداً عن قسوة الواقع ومغترباً عن أهله وذويه مما وسع من هوة الفجوة بين معظم هؤلاء الشباب وبين آبائهم الذين كانوا يتحسرون عليهم ويتهمونهم بالتفاهة والضياع ولا يدركون أن عالم هذا الشباب أكبر كثيراً من عالم الأجيال السابقة.
ولكن فوجئ جموع الشعب المصري بخطئه في حكمه المسبق علي هؤلاء الشباب وعدم فهمه لمعاناتهم النفسية واغترابهم عن واقعهم فقد اعتادت الأجيال السابقة جيل الآباء ومن سبقهم علي الهوان والانكسار والاكتفاء بما يمنون به عليه أهل السلطة والنظام بمكافآت ضئيلة تسد رمقهم وتكفل لمن يعمل منهم حداً أدني لمتطلبات الحياة لكن الشباب كان أكثر إدراكاً للعالم من حولهم، خصوصاً وقد نشأوا في عصر الثورات والسيولة الاجتماعية تجتاح أركان الكون فقد تفتح وعي معظمهم وشاهد في طفولته الحرية تضرب أركان الكون بداية من ثورة الساحة الحمراء بموسكو مركز الشيوعية في نهاية العقد التاسع من القرن الماضي في الاتحاد السوفيتي رمز الاستبداد والقهر في العالم وعدوة الحرية والديمقراطية بحجة حفظ النظام والأمن وهو ما يتشدق به المستبدون في كل زمان ومكان وما تلاها من ثورات كان وقودها الشباب كما كان الشأن في ثورة الشباب في شرق آسيا، في الصين في ميدان تيان بان، حيث واجه الشباب بصدور عارية دبابات الجيش الأحمر نازعاً الخوف ومفضلاً الموت علي حياة القهر والاستبداد وكذلك الثورة البرتقالية في أوروبا الشرقية وغيرها من معاقل الشيوعية مراكز الاستبداد والقهر في القرن الماضي، لقد كان جوف هذا الشباب يغلي بمرجل الثورة والحرية كالجنين الذي يتحرك في أحشاء المجتمع الذي غفل عن فهم هذا الشباب واتهمهم بالسلبية وفقدان الوعي مع العلم أن المجتمع كان هو الفاقد لوعيه فقد انصرف كل فصيل لشأنه غير مهتم بهذا الشباب وأوجاعه يحاول كل واحد أن يحظي بفرصة أو مكان بجوار النظام مكتفياً بما يلقيه عليه من فتات ولهذا خرجت ثورة هذا الشباب بدون أب شرعي يستطيع أن ينسب لنفسه الفضل في قيادة هؤلاء الشباب نحو الثورة فمعظم المثقفين ارتموا في أحضان النظام مكتفياً بموقع ما في مكان ما أو مقال ثابت في صحيفة حكومية تدر عليه دخلاً أو برنامج في قناة تليفزيونية حكومية أو شبه حكومية من القنوات المستقلة التي أسسها رجال أعمال مرتبطون بالنظام، كما انصرف معظم أساتذة الجامعات عن السياسة بحجة النأي عن وجع الدماغ، ومن فهم منهم اللعبة ارتمي في أحضان الحزب والنظام بحثاً عن فرصة أو منصب سياسي أو إداري لقد جاءت ثورة هؤلاء الشباب لتغسل عن وجوهنا جميعاً العار والخذلان وتطهرنا من الذنوب والخطايا في المشاركة باستمرار الوضع القائم وإيثار السلامة ولذا يجب التنويه وهو أن نطالب بشجاعة من هذا الشباب أن يغفر لنا تخاذلنا وعدم فهمنا له، هذا من جهة ومن جهة أخري يحتم علينا الوضع الحالي أن نقف معهم ونحمي ثورتهم المباركة من أمرين مهمين:
- الأول: المتآمرون من فلول النظام السابق الذين يتربصون بهذه الثورة ويحاولون الالتفاف عليها ووأدها في مهدها فإن استطاعوا أو علي الأقل تفريغها من مضمونها النبيل في النهوض بمصرنا الحبيبة نحو الحرية والعدالة ولذلك بالعمل علي تشويه هذا الشباب وتخوينه بالعمل لحساب أجندات أجنبية أو تلويث سمعتهم، كما نري ونشاهد حتي الآن في الإعلام الحكومي.
- والثاني: من المتربصين الذين يحاولون اختطاف هذه الثورة وتحويلها عن هدفها النبيل لتحقيق أجندات خاصة حزبية أو مذهبية.. حمي الله مصر من كل سوء وبارك في شبابها الذي جدد شباب مصر وأزال عن وجهها المشرق الجميل ما لحق به من غبار تراكم حتي أوشك أن يغير ملامح هذا الوجه العظيم.


وأخيراً تحية خاصة لقواتنا المسلحة درع الوطن الحامي وذخره في الملمات وأوقات الشدة والمخاطر فهم حماة الوطن وحماة هذه الثورة النبيلة بعون الله حتي تستوي علي عودها بعيداً عن المتآمرين والمتربصين.

إرسال تعليق

0 تعليقات