إِنَّ
الْعَقِيدَةَ الصَّحِيحَةَ أَصْلُ دِينِ الإِسْلاَمِ، وَأَسَاسُ
الْمِلَّةِ، وَمَعْلُومٌ بِالأَدِلَّةِ الشَّرْعِيَّةِ مِنَ الْكِتَابِ
وَالسُّنَّةِ أَنَّ الأَعْمَالَ وَالأَقْوَالَ إِنَّمَا تَصِحُّ وَتُقْبَلُ
إِذَا صَدَرَتْ عَنْ عَقِيدَةٍ صَحِيحَةٍ، قَالَ تَعَالَى: )وَمَنْ
يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ
فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا( [النساء:124]، فَقَيَّدَ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ: )وَهُوَ مُؤْمِنٌ(، فَإِذَا كَانَتِ الْعَقِيدَةُ غَيْرَ صَحِيحَةٍ: بَطَلَ مَا يَتَفَرَّعُ عَنْهَا مِنْ أَعْمَالٍ وَأَقْوَالٍ، قَالَ تَعَالَى: )وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ( [المائدة: 5]، وَقَالَ سُبْحَانَهُ: )وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا( [الفرقان: 23].
وَقَدْ دَلَّ كِتَابُ اللهِ تَعَالَى وَسُنَّةُ رَسُولِهِ الأَمِينِ r
عَلَى أَنَّ الْعَقِيدَةَ الصَّحِيحَةَ تَتَلَخَّصُ فِي أُصُولِ
الإِيمَانِ، وَهِيَ: الإِيمَانُ بِاللهِ تَعَالَى، وَمَلاَئِكَتِهِ،
وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الآخِرِ، وَبِالْقَدَرِ خَيْرِهِ
وَشَرِّهِ. وَيَتَفَرَّعُ عَنْ هَذِهِ الأُصُولِ كُلُّ مَا يَجِبُ
الإِيمَانُ بِهِ مِنْ أُمُورِ الْغَيْبِ، وَجَمِيعِ مَا أَخْبَرَ اللهُ
تَعَالَى بِهِ وَرَسُولُهُ r
مِمَّا يَجِبُ اعْتِقَادُهُ فِي حَقِّ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى،
وَفِي أَمْرِ الْمَعَادِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أُمُورِ الْغَيْبِ.
وَأَدِلَّةُ هَذِهِ الأُصُولِ السِّتَّةِ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ كَثِيرَةٌ جِدّاً، مِنْهَا: قَوْلُ اللهِ سُبْحَانَهُ: )آَمَنَ
الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ
آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ( [البقرة:285]، وَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ: )يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ
الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ
قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ
وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا( [النساء:136]، وَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ فِي الْقَدَرِ: )أَلَمْ
تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ
ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ( [الحج:70]،
وَمِنَ الأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ الدَّالَّةِ عَلَى هَذِهِ الأُصُولِ:
الْحَدِيثُ الْمَشْهُورُ الَّذِي أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي أَوَّلِ
صَحِيحِهِ مِنْ حَدِيثِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ t أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ سَأَلَ النَّبِيَّ r عَنِ الإِيمَانِ، فَقَالَ لَهُ: «أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَمَلاَئِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ»، وَأَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ t.
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ:
إِنَّ
الإِيمَانَ بِاللهِ تَعَالَى أَسَاسُ قَوَاعِدِ الإِيمَانِ وَأَرْكَانِهِ،
وَهُوَ أَصْلُهَا، وَلاَ يَتَحَقَّقُ إِلاَّ بِتَحْقِيقِ التَّوْحِيدِ
بِأَقْسَامِهِ الثَّلاَثَةِ، فَنُؤْمِنُ بِأَنَّهُ وَاحِدٌ فِي
رُبُوبِيَّتِهِ لاَ شَرِيكَ مَعَهُ، فَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ
وَمَلِيكُهُ، وَأَنَّهُ الْخَالِقُ وَحْدَهُ، الْمُدَبِّرُ لِلْكَوْنِ
كُلِّهِ، قَالَ تَعَالَى: )إِنَّمَا
أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ *
فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ
تُرْجَعُونَ( [يس:82-83]، وَقَالَ تَعَالَى: )اللَّهُ
الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ
هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ
سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ( [الروم:40]. وَالأَدِلَّةُ عَلَى هَذَا التَّوْحِيدِ مَبْثُوثَةٌ فِي نَفْسِ الإِنْسَانِ وَالْكَوْنِ وَالآفَاقِ، قَالَ تَعَالَى: )إِنَّ
فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ
وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ
النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا
بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ
وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ
وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ( [البقرة:164].
كَمَا
يَجِبُ الإِيمَانُ بِأُلُوهِيَّتِهِ تَعَالَى؛ بِأَنَّهُ هُوَ الَّذِي
يَسْتَحِقُّ الْعِبَادَةَ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ كُلَّ
مَعْبُودٍ سِوَاهُ: فَهُوَ بَاطِلٌ، وَعِبَادَتُهُ بَاطِلَةٌ، قَالَ
تَعَالَى: )ذَلِكَ
بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ
الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ( [الحج:62]، وَهُوَ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ خَلَقَ اللهُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ، قَالَ تَعَالَى: )وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ( [الذاريات:56]، وَمِنْ أَجْلِهِ أَرْسَلَ اللهُ الرُّسُلَ وَأَنْزَلَ الْكُتُبَ، قَالَ تَعَالَى: )وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ( [الأنبياء:25]، وَهُوَ أَوَّلُ دَعْوَةِ الرُّسُلِ وَآخِرُهَا، قَالَ تَعَالَى: )وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ( [النحل:36]، وَهُوَ أَوَّلُ الدِّينِ وَآخِرُهُ، فَأَوَّلُ مَا دَعَا إِلَيْهِ الرَّسُولُ r شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، قَالَ r: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ» [مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا]، وَقَالَ r : «مَنْ كَانَ آخِرُ كَلاَمِهِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ» [رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَأَحْمَدُ مِنْ حَدِيثِ مُعَاذٍ t ].
كَمَا
يَجِبُ الإِيمَانُ بِأَنَّهُ سُبْحَانَهُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى،
وَأَنَّهُ مُتَّصِفٌ بِصِفَاتِ الْكَمَالِ وَنُعُوتِ الْجَلاَلِ، مُنَزَّهٌ
عَنْ كُلِّ نَقْصٍ وَعَيْبٍ، قَالَ تَعَالَى: )وَلِلَّهِ
الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ
فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ( [الأعراف:180]، وَقَالَ سُبْحَانَهُ: )لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ( [الشورى:11]، وَنُؤْمِنُ بِأَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ عَلِيٌّ عَلَى خَلْقِهِ بِذَاتِهِ وَصِفَاتِهِ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى: )وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ( [الأنعام:18]، وَنُؤْمِنُ
بِأَنَّهُ تَعَالَى مَعَ خَلْقِهِ وَهُوَ عَلَى عَرْشِهِ، يَعْلَمُ
أَحْوَالَهُمْ، وَيَسْمَعُ أَقْوَالَهُمْ، وَيَرَى أَفْعَالَهُمْ،
وَيُدَبِّرُ أُمُورَهُمْ، يَرْزُقُ الْفَقِيرَ وَيَجْبُرُ الْكَسِيرَ،
وَيُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ يَشَاءُ، وَيَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ يَشَاءُ،
وَيُعِزُّ مَنْ يَشَاءُ وَيُذِلُّ مَنْ يَشَاءُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ
عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. وَمَنْ حَقَّقَ التَّوْحِيدَ بِأَقْسَامِهِ:
فَقَدْ حَقَّقَ الإِيمَانَ بِالرُّكْنِ الأَوَّلِ، وَهُوَ الإِيمَانُ
بِاللهِ تَعَالَى.
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ:
وَمِنْ أَرْكَانِ الإِيمَانِ أَيْضًا: الإِيمَانُ بِالْمَلاَئِكَةِ، فَيَجِبُ الإِيمَانُ بِأَنَّهُمْ )عِبَادٌ مُكْرَمُونَ * لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ( [الأنبياء:26-27]، خَلَقَهُمُ اللهُ تَعَالَى فَقَامُوا بِعِبَادَتِهِ وَانْقَادُوا لِطَاعَتِهِ )لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ * يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ(
[الأنبياء:19-20]، حَجَبَهُمُ اللهُ تَعَالَى عَنَّا فَلاَ نَرَاهُمْ،
وَرُبَّمَا أَرَاهُمْ بَعْضَ عِبَادِهِ، فَقَدْ رَأَى النَّبِيُّ r
جِبْرِيلَ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- عَلَى صُورَتِهِ لَهُ سِتُّمِائَةِ
جَنَاحٍ قَدْ سَدَّ الأُفُقَ، وَنُؤْمِنُ بِأَنَّ اللهَ تَعَالَى
جَعَلَهُمْ مُكَلَّفِينَ بِتَصْرِيفِ هَذَا الْعَالَمِ، يَأْمُرُهُمْ
فَيُنَفِّذُونَ، وَأَنَّ لَهُمْ أَعْمَالاً كُلِّفُوا بِهَا، فَمِنْهُمْ:
جِبْرِيلُ الْمُوَكَّلُ بِالْوَحْيِ، يَنْزِلُ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللهِ
عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ أَنْبِيَائِهِ وَرُسُلِهِ، وَمِنْهُمْ
مِيَكاِئيلُ: الْمُوَكَّلُ بِالْمَطَرِ وَالنَّبَاتِ، وَمِنْهُمْ
إِسْرَافِيلُ: الْمُوَكَّلُ بِالنَّفْخِ فِي الصُّورِ حِينَ الصَّعْقِ
وَالنُّشُورِ، وَمِنْهُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ: الْمُوَكَّلُ بِقَبْضِ
الأَرْوَاحِ عِنْدَ الْمَوْتِ، وَمِنْهُمْ مَلاَئِكَةٌ مُوَكَّلُونَ
بِالأَجِنَّةِ فِي الأَرْحَامِ، وَآخَرُونَ مُوَكَّلُونَ بِحِفْظِ بَنِي
آدَمَ، وَآخَرُونَ مُوَكَّلُونَ بِكِتَابَةِ أَعْمَالِهِمْ، لِكُلِّ شَخْصٍ
مَلَكَانِ، )عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ( [ق:17-18]،
وَآخَرُونَ مُوَكَّلُونَ بِسُؤَالِ الْمَيِّتِ بَعْدَ دَفْنِهِ، يَأْتِيهِ
مَلَكَانِ يَسْأَلاَنِهِ عَنْ رَبِّهِ وَدِينِهِ وَنَبِيِّهِ فَـ) يُثَبِّتُ
اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ
اللَّهُ مَا يَشَاءُ( [إبراهيم:27]، وَعَدَدُهُمْ كَثِيرٌ لاَ يَعْلَمُهُ إِلاَّ مَنْ خَلَقَهُمْ، وَقَدْ أَخْبَرَ النَّبِيُّ r
أَنَّ الْبَيْتَ الْمَعْمُورَ فِي السَّمَاءِ يَدْخُلُهُ - وَفِي
رِوَايَةٍ - يُصَلِّي فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، ثُمَّ
لاَ يَعُودُونَ إِلَيهِ، آخِرُ مَا عَلَيْهِمْ» [مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ مِنْ
حَدِيثِ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ t ].
عِبَادَ اللهِ:
وَالأَصْلُ
الثَّالِثُ مِنْ أَرْكَانِ الإِيمَانِ: الإِيمَانُ بِالْكُتُبِ، فَيَجِبُ
الإِيمَانُ بِأَنَّ اللهَ تَعَالَى أَنْزَلَ عَلَى رُسُلِهِ كُتُباً
حُجَّةً عَلَى الْعَالَمِينَ وَمَحَجَّةً لِلْعَامِلِينَ، يُعَلِّمُونَهُمْ
بِهَا الْحِكْمَةَ وَيُزَكُّونَهُمْ، وَجَعَلَ فِي هَذِهِ الْكُتُبِ
الْهُدَى وَالنُّورَ وَالْبَيِّنَاتِ وَمَا يُصْلِحُ الْعِبَادَ،
وَأَنَّهَا كُلَّهَا حَقٌّ، قَالَ تَعَالَى: )لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ( [الحديد:25]، وَأَنَّ مِنْهَا الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ، الَّذِي أَنْزَلَهُ اللهُ عَلَى نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ )هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ( [البقرة:185]، فَكَانَ )مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ(
[المائدة:48]، فَنَسَخَ اللهُ بِهِ جَمِيعَ الْكُتُبِ السَّابِقَةِ،
وَتَكَفَّلَ بِحِفْظِهِ مِنْ عَبَثِ الْعَابِثِينَ وَزَيْغِ
الْمُحَرِّفِينَ؛ قَالَ تَعَالَى: )إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ( [الحجر:9]،
لأَِنَّهُ سَيَبْقَى حُجَّةً عَلَى الْخَلْقِ أَجْمَعِينَ إِلَى يَوْمِ
الْقِيَامَةِ. وَأَمَّا الْكُتُبُ السَّابِقَةُ فَإِنَّهَا مُؤَقَّتَةٌ
بِأَمَدٍ يَنْتَهِي بِنُزُولِ مَا يَنْسَخُهَا وَيُبَيِّنُ مَا حَصَلَ
فِيهَا مِنْ تَحْرِيفٍ وَتَغْيِيرٍ.
إِخَوَةَ الإِسْلاَمِ وَالإِيمَانِ:
وَمِنْ
أَرْكَانِ الإِيمَانِ أَيْضاً: الإِيمَانُ بِالرُّسُلِ -عَلَيْهِمُ
الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ-؛ لأَِنَّهُمُ الْوَاسِطَةُ بَيْنَ اللهِ تَعَالَى
وَخَلْقِهِ فِي تَبْلِيغِ رِسَالاَتِهِ وَإِقَامَةِ حُجَّتِهِ عَلَى
خَلْقِهِ، فَيَجِبُ الإِيمَانُ بِهِمْ جَمِيعاً بِكَوْنِهِمْ صَادِقِينَ
فِي جَمِيعِ مَا أَخْبَرُوا بِهِ عَنِ اللهِ تَعَالَى، وَأَنَّهُ
سُبْحَانَهُ بَعَثَهُمْ إِلَى عِبَادِهِ لِيُبَلِّغُوهُمْ أَمْرَهُ
وَنَهْيَهُ، وَوَعْدَهُ وَوَعِيدَهُ، وَأَيَّدَهُمْ بِالْمُعْجِزَاتِ
الْبَاهِرَاتِ، وَالآيَاتِ البَيِّنَاتِ، فَمَنْ ثَبَتَ تَعْيِينُهُ وَجَبَ
الإِيمَانُ بِهِ تَفْصِيلاً، وَمَنْ لَمْ يَثْبُتْ تَعْيِينُهُ وَجَبَ
الإِيمَانُ بِهِ إِجْمَالاً، وَيَجِبُ أَيْضاً الإِيمَانُ بِأَنَّهُمْ
بَلَّغُوا رِسَالَةَ رَبِّهِمْ، وَيَجِبُ احْتِرَامُهُمْ جَمِيعِهِمْ، لاَ
نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ فِي الإِيمَانِ بِهِمْ، وَنُؤْمِنُ
بِأَنَّ أَوَّلَهُمْ نُوحٌ وَآخِرَهُمْ مُحَمَّدٌ - صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ
عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ- قَالَ تَعَالَى: )مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ( [الأحزاب:40]، فَيَجِبُ الإِيمَانُ بِأَنَّهُ لاَ نَبِيَّ بَعْدَ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ r،
وَهُوَ أَفْضَلُهُمْ وَخَاتَمُهُمْ، وَمَنِ ادَّعَى النُّبُوَّةَ بَعْدَهُ
أَوْ صَدَّقَ مَنِ ادَّعَاهَا فَهُوَ كَافِرٌ؛ لأَِنَّهُ مُكَذِّبٌ للهِ
وَرَسُولِهِ وَإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ، قَالَ تَعَالَى: )قُلْ
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا
الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ
يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ
الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ
لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ([الأعراف:158]، كَمَا يَجِبُ الإِيمَانُ بِأَنَّ شَرِيعَتَهُ r هَيَ
دِينُ الإِسْلاَمِ الَّذِي ارْتَضَاهُ اللهُ تَعَالَى لِعِبَادِهِ إِلَى
يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَأَنَّ مَنْ زَعَمَ الْيَوْمَ دِيناً قَائِماً
مَقْبُولاً عِنْدَ اللهِ سِوَى دِينِ الإِسْلاَمِ؛ مِنْ دِينِ
الْيَهُودِيَّةِ أَوِ النَّصْرَانِيَّةِ أَوِ غَيْرِهِمَا: فَهُوَ كَافِرٌ
يُسْتَتَابُ، فَإِنْ تَابَ وَإِلاَّ قُتِلَ مُرْتَدّاً؛ لأَِنَّهُ
مُكَذِّبٌ لِلْقُرْآنِ، وَأَنَّ مَنْ كَفَرَ بِرَسَالَةِ مُحَمَّدٍ r إِلَى
النَّاسِ جَمِيعاً: فَقَدْ كَفَرَ بِجَمِيعِ الرُّسُلِ، حَتَّى
بِرَسُولِهِ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ بِهِ مُتَّبِعٌ لَهُ؛
لِقَوْلِهِ تَعَالَى: )كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ( [الشعراء:105]، فَجَعَلَهُمْ مُكَذِّبِينَ لِجَمِيعِ الرُّسُلِِ مَعَ أَنَّهُ لَمْ يَسْبِقْ نُوحاً رَسُولٌ.
نَسْأَلُ
اللهَ تَعَالَى أَنْ يَجْعَلَنَا مُؤْمِنِينَ بِهِ إِيمَاناً جَازِماً،
مُوقِنِينَ بِأُصُولِ الإِيمَانِ يَقِيناً رَاسِخاً، أَقُولُ مَا
تَسْمَعُونَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ
هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية
الْحَمْدُ
للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَالصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَى عَبْدِهِ
وَرَسُولِهِ وَخِيرَتِهِ مِنْ خَلْقِهِ، وَأَمِينِهِ عَلَى وَحْيِهِ،
نَبِيِّنَا وَإِمَامِنَا مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، وَعَلَى آلِهِ
وَأَصْحَابِهِ وَمَنْ سَلَكَ سَبِيلَهُ وَاهْتَدَى بِهُدَاهُ إِلَى يَوْمِ
الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ:
فَيَا أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ:
وَمِنْ
أُصُولِ الإِيمَانِ أَيْضاً: الإِيمَانُ بِالْيَوْمِ الآخِرِ، وَهُوَ
يَوْمُ الْقِيَامَةِ، وَيَدْخُلُ فِيهِ كُلُّ مَا كَانَ مُقَدِّمَةً
إِلَيْهِ، كَالْحَيَاةِ الْبَرْزَخِيَّةِ، وَأَشْرَاطِ السَّاعَةِ،
فَمُبْتَدَؤُهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَمُنْتَهَاهُ إِلَى مَا لاَ نِهَايَةَ
لَهُ، َفَيَجِبُ الإِيمَانُ بِأَنَّهُ كَائِنٌ لاَ مَحَالَةَ، كَمَا يَجِبُ
التَّصْدِيقُ بِكُلِّ مَا بَعْدَ الْمَوْتِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ
وَنَعِيمِهِ، وَبِالْبَعْثِ بَعْدَ ذَلِكَ، وَهُوَ إِحْيَاءُ اللهِ
تَعَالَى الْمَوْتَى حِينَ يَنْفُخُ إِسْرَافِيلُ فِي الصُّورِ النَّفْخَةَ
الثَّانِيَةَ، قَالَ تَعَالَى: )وَنُفِخَ
فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ
إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ
قِيَامٌ يَنْظُرُونَ( [الزمر:68]، فَيَقُومُ النَّاسُ مِنْ قُبُورِهِمْ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ،حُفَاةً بِلاَ نِعَالٍ، عُرَاةً بِلاَ ثِيَابٍ، غُرْلاً بِلاَ خِتَانٍ )كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ( [الأنبياء:104]، وَمِنْهُ أَيْضاً الإِيمَانُ بِكُلِّ مَا سَيَكُونُ هُنَاكَ، مِنْ تَوْزِيعِ صَحَائِفِ الأَعْمَالِ )فَأَمَّا
مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا
يَسِيرًا * وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا * وَأَمَّا مَنْ
أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ * فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا *
وَيَصْلَى سَعِيرًا( [الانشقاق: 7-12]، وَكَذَلِكَ الْمَوَازِينُ الَّتِي تُوضَعُ، فَلاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً )وَنَضَعُ
الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ
شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا
وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ( [الأنبياء:47]، وَالثَّوَابُ وَالْعِقَابُ، وَالْجَنَّةُ وَالنَّارُ، وَكُلُّ مَا وَصَفَ اللهُ تَعَالَى بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
عِبَادَ اللهِ:
وَمِنْ
أُصُولِ الإِيمَانِ أَيْضًا: الإِيمَانُ بِقَضَاءِ اللهِ وَقَدَرِهِ،
فَيَجِبُ الإِيمَانُ بِأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ يَحْدُثُ فِي هَذَا الْكَوْنِ
قَدْ سَبَقَ بِهِ قَدَرُ اللهِ تَعَالَى، وَأَنَّ اللهَ تَعَالَى عَالِمٌ
بِهَذِهِ الأَحْوَالِ وَتَفْصِيلاَتِهَا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ الْخَلْقَ،
وَأَنَّهُ كَتَبَ كُلَّ ذَلِكَ. وَهُوَ يَقُومُ عَلَى أَرْبَعَةِ
أَرْكَانٍ، مَنْ أَقَرَّ بِهَا جَمِيعاً فَإِنَّ إِيمَانَهُ يَكُونُ
مُكْتَمِلاً، وَمَنِ انْتَقَصَ وَاحِداً مِنْهَا أَوْ أَكْثَرَ: فَقَدِ
اخْتَلَّ إِيمَانُهُ بِالْقَضَاءِ وَالْقَدَرِ، وَهِيَ: الإِيمَانُ
بِعِلْمِ اللهِ تَعَالَى الشَّامِلِ الْمُحِيطِ، قَالَ تَعَالَى: )وَقَالَ
الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي
لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ
ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ
وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ( [سبأ:3]، وَبِأَنَّهُ تَعَالَى كَتَبَ فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ كُلَّ شَيْءٍ، قَالَ تَعَالَى: )وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ( [يس:12]، وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ r يَقُولُ : «كَتَبَ
اللَّهُ مَقَادِيرَ الْخَلَائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ» [رَوَاهُ مُسْلِمٌ]، وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَأَحْمَدُ بِلَفْظِ: «قَدَّرَ اللهُ الْمَقَادِيرَ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ»، وَالإِيمَانُ بِمَشِيئَةِ اللهِ تَعَالَى الشَّامِلَةِ وَقُدْرَتِهِ النَّافِذَةِ، قَالَ تَعَالَى: )وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ( [التكوير:
29]، وَبِأَنَّهُ تَعَالَى خَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ، فَهُوَ الَّذِي خَلَقَ
الْخَلْقَ وَكَوَّنَهُمْ وَأَوْجَدَهُمْ، وَمَا سِوَاهُ مَخْلُوقٌ
مَرْبُوبٌ، قَالَ تَعَالَى: )اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ( [الزمر: 62]، وَقَالَ تَعَالَى: )أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ( [يس:81].
عِبَادَ اللهِ:
هَذِهِ
هِيَ أَرْكَانُ الإِيمَانِ وَأُصولُهُ، وَبِهَا يَتَفَاضَلُ النَّاسُ
وَتَعْظُمُ دَرَجَاتُهُمْ وَمَرَاتِبُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ،
فَكُلَّمَا زَادَ عِلْمُ الْعَبْدِ زَادَ إِيمَانُهُ، وَكُلَّمَا زَادَ
الْفِقْهُ فِي الدِّينِ زَادَ الْيَقِينُ وَرَسَخَ الإِيمَانُ.
0 تعليقات
أهلا وسهلا ومرحبا بك في موقع تغطية مباشر : ضع ردا يعبر عن اناقة أخلاقك ، سنرد على اي استفسار نراه يحتاج الى اجابة ، ادعمنا برأيك وضع تعليقا للتشجيع ..