يحتجّ كثيرٌ من الناس بحديث: "لهدم
الكعبة حجرًا حجرًا أهونُ من قتل المسلم"، للتخذيل عن لذود عن الأرض والعرض
والمقدسات، وأنّ الدماء المعصومة أولى بالحفظ والصيانة من التراب
والحجارة، وبدا بعضُ ذلك في محنة المسجد الأقصى المبارك الأخيرة.
هنا ثمة نقاط حول الحديث:
1. الحديث ليس مخرّجًا في الصحيحين
ولا في سائر الكتب الستة، ولم يرد بلفظه هذا في أي من مصادر الحديث المعتمدة، غير أنّ له شواهد تشهد لمعناه في أحاديث أخرى.
2. لو سلمنا بصحة الحديث، وصدوره بلفظه هذا عن النبي الكريم، فإن استعماله في التهوين من شأن المقدسات هو ضدُّ مقصوده تمامًا، إذ المقصود هو تعظيم حرمة المسلم، لا التهوين من قدر الكعبة، بل يقال: إن النبيّ عليه الصلاة والسلام لم يجد أعظم حرمةً ولا أجلّ قدرًا من لكعبة فضرب المثل بها، كما يقول العربيّ: فداك أبي وأمّي، فلا يقصدُ بها أنّك أعظم عنده من أبيه وأمه، إنما لم يجد أغلى من أبيه وأمه، ولو وجد لقاله.
3. لو أخذنا الحديث بظاهر لفظه لما كان فيه أن الدم أغلى من المقدسات، بل فيه أنّ جريمة قتل المسلم أعظم من جريمة هدم الكعبة، فهو مقارنةٌ بين جريمة وجريمة، وليس تقييمًا ولا تسعيرًا لما لا يُسعّر أصلا، وهو على كل حال لا يعني مطلقًا أن لا يبذل الرجل دمه في الدفاع عنه، وبذلُ الإنسان نفسه في الدفاع عن الحقّ ليس له علاقةٌ بقيمته، إذ "من قُتل دون ماله فهو شهيد"، وإن كانت النفسُ أغلى من المال قطعًا! فالمسألة مسألة حقّ، والروح المبذولة في الدفاع عن الحقّ غير مهدورة، مهما كان ذلك الحقّ بسيطًا، فكيف وهو من أعظم المعظّمات وأقدس المقدّسات!
4. ثم لو تجاهلنا هذا كله، إنّ النصّ يقول: هدم الكعبة أهون من أن يقتل بعضنا بعضًا، لا من أن نموت فداءً لمقدساتنا.
5. لا أرى اليوم أعظم ولا أجلّ في الأمة من أقصاها إلى أقصاها من الثلة المرابطة حول المسجد الأقصى، ولا أرى لغيرهم -مثلي- إلا أن يطأطئ لهم رأسه تواضعًا وخجلًا وإكبارًا، إذ ينوبون عنه وعن كل مسلم في الدفاع عن أولى القبلتين، وثاني المسجدين، وثالث الحرمين الشريفين.
هنا ثمة نقاط حول الحديث:
1. الحديث ليس مخرّجًا في الصحيحين
ولا في سائر الكتب الستة، ولم يرد بلفظه هذا في أي من مصادر الحديث المعتمدة، غير أنّ له شواهد تشهد لمعناه في أحاديث أخرى.
2. لو سلمنا بصحة الحديث، وصدوره بلفظه هذا عن النبي الكريم، فإن استعماله في التهوين من شأن المقدسات هو ضدُّ مقصوده تمامًا، إذ المقصود هو تعظيم حرمة المسلم، لا التهوين من قدر الكعبة، بل يقال: إن النبيّ عليه الصلاة والسلام لم يجد أعظم حرمةً ولا أجلّ قدرًا من لكعبة فضرب المثل بها، كما يقول العربيّ: فداك أبي وأمّي، فلا يقصدُ بها أنّك أعظم عنده من أبيه وأمه، إنما لم يجد أغلى من أبيه وأمه، ولو وجد لقاله.
3. لو أخذنا الحديث بظاهر لفظه لما كان فيه أن الدم أغلى من المقدسات، بل فيه أنّ جريمة قتل المسلم أعظم من جريمة هدم الكعبة، فهو مقارنةٌ بين جريمة وجريمة، وليس تقييمًا ولا تسعيرًا لما لا يُسعّر أصلا، وهو على كل حال لا يعني مطلقًا أن لا يبذل الرجل دمه في الدفاع عنه، وبذلُ الإنسان نفسه في الدفاع عن الحقّ ليس له علاقةٌ بقيمته، إذ "من قُتل دون ماله فهو شهيد"، وإن كانت النفسُ أغلى من المال قطعًا! فالمسألة مسألة حقّ، والروح المبذولة في الدفاع عن الحقّ غير مهدورة، مهما كان ذلك الحقّ بسيطًا، فكيف وهو من أعظم المعظّمات وأقدس المقدّسات!
4. ثم لو تجاهلنا هذا كله، إنّ النصّ يقول: هدم الكعبة أهون من أن يقتل بعضنا بعضًا، لا من أن نموت فداءً لمقدساتنا.
5. لا أرى اليوم أعظم ولا أجلّ في الأمة من أقصاها إلى أقصاها من الثلة المرابطة حول المسجد الأقصى، ولا أرى لغيرهم -مثلي- إلا أن يطأطئ لهم رأسه تواضعًا وخجلًا وإكبارًا، إذ ينوبون عنه وعن كل مسلم في الدفاع عن أولى القبلتين، وثاني المسجدين، وثالث الحرمين الشريفين.
والله من وراء القصد!
براء ريان
براء ريان
0 تعليقات
أهلا وسهلا ومرحبا بك في موقع تغطية مباشر : ضع ردا يعبر عن اناقة أخلاقك ، سنرد على اي استفسار نراه يحتاج الى اجابة ، ادعمنا برأيك وضع تعليقا للتشجيع ..