إن الإسلام دين اجتماعي كفلت مبادئه سلامة المجتمع وصيانته ، ونظمت تعاليمه سعادة الإنسان وهناءته ، وشرع من النظم ما يقوي دعائم التعاون بين أبنائه ، وثبتت أركان التضامن بين أسره وأفراده ، ليؤلفوا قوة متينة متماسكة البنيان
، وإن اختلفت ألوانهم وتباينت أوطانهم – أمة واحدة متماسكة مترابطة متعاونة متناصرة وأنهم كالجسد الواحد إذا تألم عضو منه تألم له سائر الجسد , ورمضان فرصة , ومنحة إلهية لتحقيق هذا الترابط والتآخي .
داء العصر :
لكن الأمة في عصرنا سقطت في بؤرة الوهن وتداعت عليها الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها ، سقطت في علل الأديان من قبلنا وقد نهيت عن ذلك ، قال تعالى : (وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) (الروم31 : 32) فوقعت فريسة للتآكل الداخلي والتنازع الذي أذهب ريحنا ، قال تعالى : ( وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) (لأنفال:46) وفقد مفهوم الأخوة في الإسلام .
الدواء :
لا يصلح أمر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها .
لما دخل النبي صلى الله عليه وسلم المدينة مهاجراً وبدأ في تأسيس دولة خضعت لها رقاب الجبابرة كانت أول لبنة في أساس هذه الدولة : المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار : قال تعالى : ( وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْإيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (الحشر:9) .
قال ابن اسحاق : آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه من المهاجرين والأنصار فقال : ( تآخوا في الله أخوين أخوين ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب فقال هذا أخي ) وإن كان في الرواية نظر إلا أن كتب الحديث قد اتفقت على مؤاخاة المهاجرين والأنصار كما في صحيح البخاري ومسلم وغيرهما ، قال البخاري : باب كيف آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه وقد آخى صلى الله عليه وسلم بين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن الربيع فعرض عليه سعد أن يناصفه أهله وماله فقال عبد الرحمن : بارك الله في أهلك ومالك دلني على السوق ، فربح شيئاً من أقط وسمن .. … الحديث
وألف الله بين قلوب المهاجرين والأنصار وامتن على نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله : ( وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (لأنفال:63)
وكان لهذا التآخي ثمرته :
والألفة بين الأخوة ثمرة حسن الخلق :
فحسن الخلق يوجب التحاب والتآلف والتوافق ولا تخفى فضيلة حسن الخلق وهو الذي مدح الله به نبيه صلى الله عليه وسلم فقال : ( وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (القلم:4) ، وجاء عند الترمذي والحاكم وقال : صحيح الإسناد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أكثر ما يدخل الناس الجنة تقوى الله وحسن الخلق ) ، وعند أحمد والبيهقي والحاكم وصححه قال صلى الله عليه وسلم : ( بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) ، والأحاديث كثيرة في هذا الباب وجاء في السنن الكبرى عند النسائي ورجاله ثقات من حديث أبي هريرة قال النبي صلى الله عليه وسلم : إن حول العرش منابر من نور عليها قوم لباسهم نور ووجوهم نور ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء فقالوا يا رسول صفهم لنا قال : ( هم المتحابون في الله والمتجالسون في الله والمتزاورون في الله )
أما آداب الأخوة فمنها :
أ ) آداب المعاشرة :
فلقد كان القعقاع بن ثور وهو تابعي وكان يضرب به المثل في حسن الجوار فكان يجعل لمن جالسه نصيباً من ماله ويعينه على عدوه ويشفع له في حوائجه ، ودخل يوماً على معاوية فأمر له بألف دينار وكان هناك رجل قد فسح له في المجلس فدفعها للذي فسح له فقال الرجل :
وكنت جليس قعقاع بن ثور وما يشقى بقعقاع جليس
ضحوك السن إن نطقوا بخير وعند الشر مطراق عبوس
وكان ابن عباس – رضي الله عنهما- يقول لجليسي علىَّ ثلاث أن أرمقه بطرفي إذا أقبل، وأوسع له إذا جلس ، وأصغي له إذا حدّث ، وكان عطاء بن رباح يقول : إن الرجل ليحدثني بالحديث فأنصت له كأني لم أسمعه قط وقد سمعت به من قبل أن يولد ، وقال معاذ بن جبل : إن المسلمَيْن إذا التقيا فضحك كل واحد منهما في وجه صاحبه ثم أخذ بيده تحاتت ذنوبهما كتحات ورق الشجر.
ب ) ومنها آداب المسايرة :
فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه تعقب هو وعلي – رضى الله عنه – ورجل آخر من الصحابة بعيراً واحداً فكان إذا جاءت نوبته في المشي مشى فيعزمان عليه أن لا يمشي فيأبى ويقول : ما أنتما بأقدر مني على المشي وما أنا بأغنى منكما عن الأجر ، وكان على بن أبي طالب رضي الله عنه يقول : لا يكون الأخ أخاً حتى يحفظ أخاه في ثلاث : في نكبته وغيبته ووفاته .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير … )
جـ ) ومن آداب الأخوة : الزيارة في الله
قال النبي صلى الله عليه وسلم ـ فيما يرويه عن رب العزة ـ ( وجبت محبتي للمتحابين فيّ والمتباذلين فيّ والمتزاورين فيّ اليوم أظلهم في ظلي يوم لاظل إلا ظلي ) وجاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من عاد مريضاً نادى مناد أن طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منـزلاً ) وقيل : المحبة شجرة أصلها الزيارة ولذا قيل .
وفي الختام :
فإن الأخوة هي اللبنة الأولى في بناء المجتمع المسلم والتي بدأ بها النبي صلى الله عليه وسلم حينما دخل المدينة فأرسى قواعد مجتمع وصفه الله بقوله : ( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) (الفتح:29) وقال فيه النبي صلى الله عليه وسلم : ( خير القرون قرني ثم الذين يلونهم …. الحديث ) .
فلقد وضع النبي صلى الله عليه وسلم مفتاح النبوة على أقفال الجاهلية فأخرج هذه الكنوز وتلك العجائب والتي دحرت كسرى وقيصر في عروشها وأقامت دولة إسلامية على العدل والتقوى يسمع الواحد منهم صوت المستغيث مهما بعدت المسافات فيناديه من على منبر المدينة المنورة : ( يا سارية الجبل ) وصرخت سيدة وهي في أرض الروم : ” وامعتصماه ” فأجابها المعتصم : ” من المعتصم خليفة المسلمين إلى كلب الروم بلغني أنك أسَرْتَ امرأة مسلمة فوالذي بعث محمداً بالحق لو لم ترسلها مكرمة معززة لأجردنّ لك جيشاً أوله عندك وآخره عندي ” فما كان من هذا العدو إلا أن أرسلها مكرمة إلى أهلها .
المصدر ::الشيخ : فتحي عيد
، وإن اختلفت ألوانهم وتباينت أوطانهم – أمة واحدة متماسكة مترابطة متعاونة متناصرة وأنهم كالجسد الواحد إذا تألم عضو منه تألم له سائر الجسد , ورمضان فرصة , ومنحة إلهية لتحقيق هذا الترابط والتآخي .
داء العصر :
لكن الأمة في عصرنا سقطت في بؤرة الوهن وتداعت عليها الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها ، سقطت في علل الأديان من قبلنا وقد نهيت عن ذلك ، قال تعالى : (وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) (الروم31 : 32) فوقعت فريسة للتآكل الداخلي والتنازع الذي أذهب ريحنا ، قال تعالى : ( وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) (لأنفال:46) وفقد مفهوم الأخوة في الإسلام .
الدواء :
لا يصلح أمر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها .
لما دخل النبي صلى الله عليه وسلم المدينة مهاجراً وبدأ في تأسيس دولة خضعت لها رقاب الجبابرة كانت أول لبنة في أساس هذه الدولة : المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار : قال تعالى : ( وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْإيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (الحشر:9) .
قال ابن اسحاق : آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه من المهاجرين والأنصار فقال : ( تآخوا في الله أخوين أخوين ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب فقال هذا أخي ) وإن كان في الرواية نظر إلا أن كتب الحديث قد اتفقت على مؤاخاة المهاجرين والأنصار كما في صحيح البخاري ومسلم وغيرهما ، قال البخاري : باب كيف آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه وقد آخى صلى الله عليه وسلم بين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن الربيع فعرض عليه سعد أن يناصفه أهله وماله فقال عبد الرحمن : بارك الله في أهلك ومالك دلني على السوق ، فربح شيئاً من أقط وسمن .. … الحديث
وألف الله بين قلوب المهاجرين والأنصار وامتن على نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله : ( وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (لأنفال:63)
وكان لهذا التآخي ثمرته :
والألفة بين الأخوة ثمرة حسن الخلق :
فحسن الخلق يوجب التحاب والتآلف والتوافق ولا تخفى فضيلة حسن الخلق وهو الذي مدح الله به نبيه صلى الله عليه وسلم فقال : ( وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (القلم:4) ، وجاء عند الترمذي والحاكم وقال : صحيح الإسناد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أكثر ما يدخل الناس الجنة تقوى الله وحسن الخلق ) ، وعند أحمد والبيهقي والحاكم وصححه قال صلى الله عليه وسلم : ( بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) ، والأحاديث كثيرة في هذا الباب وجاء في السنن الكبرى عند النسائي ورجاله ثقات من حديث أبي هريرة قال النبي صلى الله عليه وسلم : إن حول العرش منابر من نور عليها قوم لباسهم نور ووجوهم نور ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء فقالوا يا رسول صفهم لنا قال : ( هم المتحابون في الله والمتجالسون في الله والمتزاورون في الله )
أما آداب الأخوة فمنها :
أ ) آداب المعاشرة :
فلقد كان القعقاع بن ثور وهو تابعي وكان يضرب به المثل في حسن الجوار فكان يجعل لمن جالسه نصيباً من ماله ويعينه على عدوه ويشفع له في حوائجه ، ودخل يوماً على معاوية فأمر له بألف دينار وكان هناك رجل قد فسح له في المجلس فدفعها للذي فسح له فقال الرجل :
وكنت جليس قعقاع بن ثور وما يشقى بقعقاع جليس
ضحوك السن إن نطقوا بخير وعند الشر مطراق عبوس
وكان ابن عباس – رضي الله عنهما- يقول لجليسي علىَّ ثلاث أن أرمقه بطرفي إذا أقبل، وأوسع له إذا جلس ، وأصغي له إذا حدّث ، وكان عطاء بن رباح يقول : إن الرجل ليحدثني بالحديث فأنصت له كأني لم أسمعه قط وقد سمعت به من قبل أن يولد ، وقال معاذ بن جبل : إن المسلمَيْن إذا التقيا فضحك كل واحد منهما في وجه صاحبه ثم أخذ بيده تحاتت ذنوبهما كتحات ورق الشجر.
ب ) ومنها آداب المسايرة :
فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه تعقب هو وعلي – رضى الله عنه – ورجل آخر من الصحابة بعيراً واحداً فكان إذا جاءت نوبته في المشي مشى فيعزمان عليه أن لا يمشي فيأبى ويقول : ما أنتما بأقدر مني على المشي وما أنا بأغنى منكما عن الأجر ، وكان على بن أبي طالب رضي الله عنه يقول : لا يكون الأخ أخاً حتى يحفظ أخاه في ثلاث : في نكبته وغيبته ووفاته .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير … )
جـ ) ومن آداب الأخوة : الزيارة في الله
قال النبي صلى الله عليه وسلم ـ فيما يرويه عن رب العزة ـ ( وجبت محبتي للمتحابين فيّ والمتباذلين فيّ والمتزاورين فيّ اليوم أظلهم في ظلي يوم لاظل إلا ظلي ) وجاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من عاد مريضاً نادى مناد أن طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منـزلاً ) وقيل : المحبة شجرة أصلها الزيارة ولذا قيل .
وفي الختام :
فإن الأخوة هي اللبنة الأولى في بناء المجتمع المسلم والتي بدأ بها النبي صلى الله عليه وسلم حينما دخل المدينة فأرسى قواعد مجتمع وصفه الله بقوله : ( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) (الفتح:29) وقال فيه النبي صلى الله عليه وسلم : ( خير القرون قرني ثم الذين يلونهم …. الحديث ) .
فلقد وضع النبي صلى الله عليه وسلم مفتاح النبوة على أقفال الجاهلية فأخرج هذه الكنوز وتلك العجائب والتي دحرت كسرى وقيصر في عروشها وأقامت دولة إسلامية على العدل والتقوى يسمع الواحد منهم صوت المستغيث مهما بعدت المسافات فيناديه من على منبر المدينة المنورة : ( يا سارية الجبل ) وصرخت سيدة وهي في أرض الروم : ” وامعتصماه ” فأجابها المعتصم : ” من المعتصم خليفة المسلمين إلى كلب الروم بلغني أنك أسَرْتَ امرأة مسلمة فوالذي بعث محمداً بالحق لو لم ترسلها مكرمة معززة لأجردنّ لك جيشاً أوله عندك وآخره عندي ” فما كان من هذا العدو إلا أن أرسلها مكرمة إلى أهلها .
المصدر ::الشيخ : فتحي عيد
0 تعليقات
أهلا وسهلا ومرحبا بك في موقع تغطية مباشر : ضع ردا يعبر عن اناقة أخلاقك ، سنرد على اي استفسار نراه يحتاج الى اجابة ، ادعمنا برأيك وضع تعليقا للتشجيع ..